ركضَ. الأرضُ تتلوّى تحت حوافره، وهجُ رمادٍ يبتلعُ ماضيه. الريحُ، همسٌ لليلٍ منسدلٍ، تروي حقولًا خضراءَ، لكنَّ الأفقَ رمادٌ يمزقُ الصمتَ.
توقفَ، تمثالًا من الألم. لم تكن صفحةُ ماءٍ عكست وجهه، بل عيناه. اشتعلتا. شهقةٌ مكتومةٌ خرجت: لم يكن هاربًا، بل كان هو النيران. وفي وهجِ عينيهِ اللامعتين، ابتسمَ فارسٌ بمرارة، يحملُ رمحًا خشبيًا نقشت عليه الرسالة: "أنتَ أثرٌ لفرسٍ كان."