ظلَّ لحنُ الفخرِ يُروَى على ألسنةِ الأجيال، ويتجسَّدُ في عيني آخرِ حرٍّ يتذكرُ الرنينَ كاملاً. الآن، الخونةُ يُمزِّقونَ ألحانَهُ، ويُحيلونَ نغماتِهِ لَعَناتٍ تترددُ في خواءِ بيعِ الأرض. كلُّ صفقةِ سرٍّ خيطٌ أسودُ يُحَاكُ في كَفَنِ الذاكرة، وكلُّ حدٍّ جديدٍ عُضوٌ مبتورٌ من جسدِ بقعةِ طفولته. الهيبةُ، سيفُ الماضي اللامعُ، انكسرَتْ، وشظاياها تَجرَحُ كبرياءَ تجاعيدِ وجههِ. لكنَّ الصدمةَ كانت في آخرِ تلك الأنغام: لم يكنْ صوتًا غريبًا، بل همساتٍ خافتةً تنبعثُ من أعماقِ روحهِ هو، آخرِ مَنْ تبقى! لقد اكتشفَ أنَّ الخيانةَ لم تكنْ وباءً خارجيًّا، بل بذرةً نَمَتْ في تربةِ قلبهِ منذ يأسِهِ الأولِ على ضياعِ الإرث، ورُوِيَتْ بدمائهِ الصامتةِ على تلك البقعةِ المدنسة، حتى أصبحَ هو نفسُهُ أنينَ الخذلانِ يترددُ في فراغِها المتلاشي.





































