غمرت يدان كبيرتان يده المرتجفة. نبرة واثقة ملأت الفراغ: "لن يتكرر ذلك الهجوم. أعدك."
سرى ارتعاش دافئ في جسد تميم، من يده إلى أطرافه. ابتسامة شقت شفتيه، عيناه تحدقان في عيني سيده. أغلق عينيه للحظة، استنشق الهواء، ثم قال بصوت هادئ ومتقطع: "أثق بك."
طوال الليل، كانت عيناه المجهدتان تتبعان خطوطًا متحركة على شاشات المراقبة الباردة. كوب القهوة فارغ، والفجر يزحف ببطء شديد، وهو ينتظر بقبضة مشدودة.
حين غمر أول خيط من ضوء الشمس الغرفة، لم تكن هناك طائرات سوداء في الأفق. إنما عواءات وحشية تملأ القفراء المجاورة، وصور أجساد ممزقة تلطخ شاشات الرعاة، ولم يبقَ من القطيع سوى ريش متناثر.