عبرَ بياضٍ مطلقٍ، قامَ نقشٌ. خطوطُ حبرٍ تكتّلتْ غضبًا، جَمَّدَتْ ملامحَ عابسةً، وعينينِ بلا بريقٍ. تيجانُ شعرٍ فوضويٍّ تُتوّجُ رأسًا صامتًا، وذراعانِ هزيلتانِ كأغصانٍ يابسةٍ، تتدليانِ نحو عدمٍ. بجانبِهِ، نُقِشَ: "الغولُ".
يدٌ طفوليةٌ، مُلوّنةٌ، اقتربتْ. ألقتْ عليهِ نجمةً، أضافتْ لهُ أجنحةً، وبدّلتْ عبوسَهُ لوهلةٍ. لمعتْ فيهِ بسمةٌ لمْ تكتمِلْ.
فجأةً، يدٌ عجوزٌ، مُرتعشةٌ، مزّقتْ البياضَ. لمْ تبحثْ عنْ التحوّلِ، بلْ عنْ الغضبِ الأصيلِ فيهِ.
لمْ يمتْ. آلافُ القطعِ، كلٌّ منها يصرخُ بذاتِ العبوسِ، تناثرتْ. تسلّلتْ إلى عقولٍ، لتُعيدَ رسمَهُ. لمْ يكنْ لِيُدثَرَ، كانَ الكيانُ يُولدُ في كلِّ غضبٍ يُبعثُ.