على النافذة، تسمّرت روحه لا عيناه؛ لم تكن مجرد زجاج، بل كانت شقَّ العدم الأزلي. سبعون خريفًا تلاشت فيها ظلال العابرين في هاوية. واليوم، كان دوره يرقص. التفت إلى فراغ سريره، فشقّت وجهه المتصدّع ابتسامة جليدية. حينها، نكأت الطرقات الصامتة جُرح الزمن، فاجتذبته النافذة من جديد. من الجهة الأخرى، طرق وجه غريب يشبهه، وجه شاب. نظرة استغاثة كاوية حفرت في قلبه المتهالك. أدرك: النافذة لم تكن معبرًا. كانت مرآة أبدية لـ "أنا" أخرى، تنتظر دورها في الجحيم.