اكتشف علي خلو يده من المطرقة، وهو يواجه الرف الخشبي المعلَّق كالحُكم.
نحو بيت جاره مصطفى، كانت خطواته فؤوسًا تحفر اليقين: "هو لا يرفض المطرقة؛ إنه يرفضني!"
عند العتبة، بلغ غليانه الذروة. فُتح الباب. ظهر مصطفى بوجه وادع، وابتسامته ترسم سؤالًا هادئًا: "تفضل، هل تحتاج شيئًا؟"
انفجر الصمت في صوت غاضب ومُختنق: "احتفظ بها! مطرقتك الرخيصة!" ثم استدار منتصرًا في وهمه.
عاد إلى عزلته. بعد دقائق، طُرق الباب. فتحه ليجد مصطفى يقف.
قال مصطفى بهدوء: "لقد سمعتك تصرخ عن المطرقة... تفضل، هذه مطرقتي القديمة، خذها هدية."
ثم أشار إلى كتفه وتابع بابتسامة غائرة: "أعتذر عن تأخري في الفتح، لقد كُسرت يدي للتو وأنا أُعدُّه لابني. كان يجب أن تُخبرني أنك بحاجة لها؛ أنا بالكاد أُمسك قفل الباب بيدي السليمة، أما المطرقة...
فقد ألقيتها في سلة القمامة البارحة، كانت صدئة وغير صالحة للاستخدام. ظننت أنك أخذت المطرقة الجديدة التي تركتها لك على عتبة الباب صباح اليوم."





































