على رمال تخفي ألف سر، كانت ناقة تتقدم بخطوات رزينة، وصغيرها يتأرجح بين قوائمها. وجهها يحمل خطوطًا عميقة، وعيناها تلمعان. همس الصغير: "أمي، هذا المكان موحش، هل لنا أن نعود إلى حيث كانت الواحات؟"
رفعت رأسها، وحدقت في الأفق البعيد. لم تجب، بل انحرفت عن المسار المعتاد وقادته في طريق لم يألفه. كان يظن أنهما يبحران إلى بحر من الرمال المتوهجة، بينما هي تخفي عنه حقيقة وجهة هذه الرحلة.
فجأة، توقفت. لم يعد هناك صوت ريح، فقط سكون مطبق. تلاشت لمعة الأمان من عينيها. حل محلها وهج غريب. ارتسمت على شفتيها ابتسامة لا تشبه الأمهات، وظهرت من بينها أنياب كأنها صنعت من حجر الصحراء القاسي.
لم يبق من الصغير إلا أنين صرخة خافتة.