على حافة الوادي، جلست ليلى تحت ظل سدرة. قبعتها القشية احتضنت سواد شعرها المنساب كشلال ليلٍ. في راحة يدها المفتوحة، استقرّ عصفورٌ صغير، ريشه بلون الغسق، وعيناه لمعتا كنقطتي ندى. لم يكن مجرد كائنٍ حيّ، بل مرآةً لداخلها. غاصت عيناها الحالمتان في عمق كيانه الضئيل، وكأنها تبحث عن جواب لسؤالٍ طالما أرّقها. فجأة، انبعث منه أزيزٌ خافت، تبعته نفضةٌ عنيفة، ثم سكنَ بين أصابعها. مُحنطاً إلى الأبد، قطعةً من خشبٍ منقوشٍ بعنايةٍ فائقة.