توارت شمس العمر خجلى، ترخي سدائل الظلال على جسد كان يوما قيثارة الروح. هنا، حيث الساق تعانق الساق في سبات أبدي، وتختلط عروق التراب بمسام الجسد المتلاشي، يرتفع صدى سؤال بليد من جوف الفراغ: من ينقش حكايتي على شاهدة القبر؟ هل هو صدى ضحكة عابرة، أم ومضة دمعة منسية، أم وعد ما فض ختمه؟ في صمت اللحد، حيث تصبح الكلمات رمادا والمشاعر أثرا، تتلاشى الأسماء، ويذوب الوجود في عدم سرمدي. لكن الروح، تلك الشعلة الأزلية، تناشد ذكرا، لتكسر صمت الأبد، فيظل السؤال معلقا بين سماء النسيان وأرض الوجل...
ثم أجاب الصدى، لا من روح باقية، بل من حفار قبر عابث يعيد استخدام الشاهدة لميت آخر: "لا أحد يا صاحبي، فالجديد ينسخ القديم، حتى في تراب النسيان."





































