على سَقْفِ القريةِ المُتهالِكِ، يَنزوي "العم حسين" مُنحنِياً كَزاويةِ النسيانِ.
ظهيرةُ هَجيرٍ؛ هدوءُ قِمَّةٍ جَبليةٍ قديمةٍ.
كُلُّ ما يملكهُ الشيخُ هو ذلكَ المَيزابُ النُحاسيُّ المُثبَّتُ فوقَ سَقْفِهِ، في مُقابلةِ جُزءِ "سعد".
يقولُ سعدٌ لزوجتِهِ بضجرٍ: "كُلُّ رِزقٍ آتٍ إلينا هو مِنْ ظِلِّهِ... ما قيمةُ وجودِهِ وهو خاوٍ؟ ليتَ هذهِ المِظَلَّةَ تَسقُطُ لِنُريحَ أعينَنا."
ابتسمت الزوجةُ بسخريةٍ.
جاءَ الخريفُ بِمِعْوَلِهِ. لم يَصمُدْ شيءٌ في الحيِّ إلا جُدرانُ العِتقِ.
تطايرت أسقفُ الِجيرانِ مع زئيرِ العاصفةِ.
في الصباح، وُجِدَ سقفُ الشيخِ سالماً. لكن مِزراقَ النُحاسِ سقطَ في فناءِ سعدٍ.
هرع سعدٌ غاضباً لِيُزيلَهُ. لكنَّهُ تجمَّدَ: تحتهُ وجدَ مِئةَ بَصْمَةٍ صَفراءَ قديمةٍ، كانت جَمْعَ عُمرِ الشيخِ، خبأها في جوفِ المِزراقِ.
لقد كانَ الميزابُ يوماً صندوقَ الأمانةِ الوحيدَ. سقطَ مِظَلَّةُ الخيرِ، فكشفَ مَعدِناً لم يَرِثْ منهُ سعدٌ شيئاً إلا لَذْعَةَ اليَقينِ.





































