في زاوية ضيقة بأحد أحياء المدينة القديمة، جلس عمر، الذي اقتلعته الظروف القاسية من أرضه البعيدة، يحتسي شايًا مرًا. كانت عيناه زائغتين، تحملان حكايات طرق وعرة، وذكريات وداع مرير، وأحلامًا مؤجلة في مكان ربما لا يرحب به. مرّ بجانبه صياد عجوز، ارتسمت على وجهه ملامح الضياع أيضًا، تبادله نظرة يتيمة، إيحاء فهم عميق لوجع النزوح. كلاهما يشعر بالبعد عن الوطن هنا بطريقة ما، بثقل النظرات وبكاء الكلمات الخفيضة، لكنهما يشتركان في فضاء واحد فوق راسيهما، سماء لا تسأل عن الأصول. للحظة وجيزة، شعر عمر بدفء خفيف في قلبه البارد،هشّ كشرارة في ليلة عاصفة.





































