غسق يبتلع أفقاً ضبابياً. على قارعة طريقٍ مزقته الأيام، جلست "زينب" فوق حقيبةٍ رثّة، تابوتٌ يحمل أطياف الماضي. الشمس، جمرةٌ أرجوانية، تسدل وشاح الشجن على الكون.
صمتٌ مطبق، يقطعه حفيف أوراق ذابلة ورفرفة قلبٍ مثقل. أمامها، ورقةٌ بيضاء، صفحةٌ لم تُكتب. كل زاوية تصرخ بوجع الفقد وعمق الوحدة. الطريق، شريانٌ مريض، يحمل وعوداً كاذبة.
في دهاليز الذاكرة، بحثت عن بصيص أملٍ يضيء عتمة لياليها. لا شيء سوى صدى وداع، وهمس ريح حزين يحمل أنين الروح.
وهناك، في عمق الغسق، أدركت أن بعض الدروب لا تفضي إلا لصحراء النفس.
وفجأة، رفرفت الورقة البيضاء من الحقيبة المفتوحة. كان عنوانها بخطها: "دفتر مواعيد العزاء."