الشمس تلهب سهل غزة المترب. في الأفق، تلال عارية. على الطريق المتهالك، دبابة تتقدم، وحشًا من فولاذ يزأر تحت وطأة محركها الثقيل. كانت حركتها بطيئة ومهيبة، وكلما اقتربت، اهتزت الأرض من تحت أقدام "أحمد".
كان يركض حافيًا، والرمل الساخن يلسع قدميه. يده تمسك ببندقية. شعره الأشعث يغطيه كأنه تاجٌ من شقاوة. كوفيته البيضاء والسوداء ترفرف خلفه. وجهه متجهّم. عيناه لا تعرفان الخوف، بل تحدٍ صامت.
ركض، والزمن يتوقف، وتتسع الفجوة بينه وبين الوحش. وحده كان والدبابة.