تدثرت ليلى بعباءة الليل المثقلة، وأرخى ستره على روحٍ تئنّ. لم تكن دموعها كأي دمع، بل قطعٌ فضية باهتة ترقص في خفوت القمر كأسرارٍ مكبوتة. كل قطرة كانت خيبةً تنزف، وذكرى ذاتٍ تلاشى كيانها في غياهب النسيان. همسَ صوتٌ خفيّ في أذنيها: "يا ليلى، هذا ثمنُ كل أمل سرقه القدر... و ثمنُ كل حلمٍ مات فيك."
وفجأةً، ثقُلَ جسدها، وكأن صخور الأرض قد استقرت فيه. فتحت عينيها بصعوبة، لتجد نفسها تمثالاً من فضةٍ صامتة، باردة، بلا نبض. دموعها لم تعد سوى أوراقٍ فضية تتساقط. لكن الغريب أن قلبها استمر ينبض، يردد بمرارةٍ لاذعة: "لم أملك شيئاً لأفقده سوى الألم، والآن... حتى ألمي صار فضّةً تُباع في معارض الموتى!