ورثَ عن جدِّه مفتاحًا صغيرًا، لكنَّهُ أثقلُ من حجمِهِ، يكسوهِ صدأٌ عنيدٌ. لم يعُدْ أحدٌ يتذكرُ البابَ الذي كانَ يفتحُهُ، حتى تلاشى ذكرُهُ. ذاتَ ليلةٍ، زارَهُ في منامِهِ حُلمٌ ببوابةٍ حديديةٍ مهيبةٍ، نقوشُها غريبةٌ كأسرارٍ دفينةٍ. في ذلكَ الحُلمِ العجيبِ، انزلقَ مفتاحُهُ الصدئُ في قفلِها العتيقِ بسلاسةٍ ساحرةٍ، لينبثقَ خلفَ البوابةِ نورٌ لم تَرَهُ عيناهُ من قبلُ، نورٌ أخّاذٌ يسلبُ الألبابَ. استيقظَ، والمفتاحُ لا يزالُ قابضًا على وعيِهِ، وكأنَّهُ امتدادٌ للحُلمِ. نزلَ إلى سكونِ الحديقةِ، حيثُ فاجأَهُ المشهدُ: عندَ جذعِ الشجرةِ المُعمَّرةِ، تجلَّى فجأةً بابٌ حديديٌّ، نسخةً من بوابةِ حُلمِهِ الغامضةِ. للحظةٍ، تملَّكَهُ الترددُ، ثمَّ انقادَ إلى سحرِ الفضولِ وأدخلَ المفتاحَ. طقطقةٌ خافتةٌ اخترقتِ الصمتَ، لينفتحَ البابُ على فضاءٍ أسودَ يبتلعُ النورَ ويستدعي المجهولَ.