دفنتُ رأسي في التراب، الندم ينهشُ روحي. كانت الأرض هنا خضراء، والآن سوادٌ وصمت.
انبعث وهجٌ خافتٌ، تلاشى جسدي، لكن رأسي ظل منتصبًا. تسللتْ ديدانٌ بيضاءُ، لا اشمئزازَ لديّ، فقط استسلامٌ. دخلتْ محاجرَ عينيَّ، ثم بدأتْ تنسجُ شرنقةً حول رأسي.
تسارعتْ أنفاسي. ثم تشققت الشرنقة.
لم أجدْ نفسي في العالمِ السفليِّ، بل معلقًا في الهواءِ، بأجنحةِ فراشةٍ ضخمةٍ. نظرتُ إلى الأسفلِ، فإذا الديدانُ قد تحولتْ لفراشاتٍ صغيرةٍ ترقصُ حولي.
أدركتُ حينها أنَّ الموتَ لم يكنْ نهايةً، بل بدايةً.
كنتُ دائمًا فراشةً تحلمُ.