في الخيال العائم، بينما انشغل أقرانه بفنون التحليق السحرية، كان صبي يُدعى "إيليو" وحده مفتونًا بالأرض الغامضة المنسية منذ قرون. فرغم حكايات "السقوط الكبير" التي دفعتهم للصعود بمدينتهم إلى السماء خوفًا، لم يستطع إيليو تصور عزلة أسوأ. ذات ليلة، عثر في مكتبة المدينة على رسم لجهاز طيران بدائي يعتمد على بلورات الطاقة. بشغف، أعاد بناء الجهاز سرًا، وبعد شهور من العمل والتجارب، انطلق بهدوء نحو الأسفل، مخترقًا الغيوم وهبط بصعوبة على الأرض.
في الغابة الكثيفة، الغنية بالألوان والأصوات الغريبة، كان كل تفصيل مدهشًا. التقى بكائنات أسطورية، وتعلم عن تنوع الأرض، ليكتشف أن حربًا مدمرة دفعتهم للصعود إلى السماء بحثًا عن البقاء. بعد أسابيع، عاد إيليو إلى إيثريا بذكريات غيرت نظرته ومهارات جديدة في الطيران. وعند وصوله، شارك اكتشافاته مع جيل الشباب، غارسًا فيهم حب الاستطلاع ليفتح لهم نافذة على الماضي ويمهد لمستقبل جديد بالتواصل مع هذا العالم الغائب، ليصبح بذلك رائدًا. وبينما كان إيليو يشرح بحماس تفاصيل الحياة على الأرض، قاطعته همسات متزايدة. شيخ كانت عيناه تحملان حزنًا دفينًا، تقدم ببطء وسأل إيليو بصوت مرتعش: "تلك الكائنات الأسطورية التي قابلتها... هل رأيت من بينها مخلوقات ذات وجوه شاحبة وعيون دامعة، تحمل بقايا ملابسنا القديمة؟" صمت ثقيل خيم على المكان، قبل أن يجيب إيليو ببطء، والشك يتسرب إلى نبرته: "نعم... رأيتهم. كانوا يعيشون في مستوطنات بدائية... لماذا تسأل؟
الشيخ انهار وسقط على ركبتيه، والدموع تنهمر من عينيه صائحًا: يا بني... لقد عُدْتَ إلى قبور أجدادنا !






































