نشأت "ليلى" و"نور"، توأمانِ يجمعهما ذاتُ المصيرِ. نظراتُ الأولى تنبئُ بذكاءٍ وقّادٍ، وجمالُها يسترُ عزيمةً باطنيةً. أما الأخرى، فصمتُها بئرُ أسرارٍ دفينةٍ.
ذاتَ قمرٍ مكتملٍ، في صحراء شاسعة، حيث السراب وهمٌ والرياح حكاياتٌ رمليةٌ عابرةٌ، همستْ توأمها الصامت بكلماتٍ مبهمةٍ عن رابطٍ خفيٍّ ومستقبلهما. لم تكترثْ الفتاةُ ذاتُ الذهنِ المتوقّدِ. لكنَّ الفجرَ كشفَ عن فراغٍ في روحها، وعن قلادةٍ فضيةٍ وحيدةٍ تتألقُ بنقشٍ غامضٍ، تبعثُ شعورًا باهتًا بالأملِ.
وهذا البريق يضيءُ خافتًا طريقَها المتعبَ، ونجوى أختِها صدىً يوجهُ خطاها. بذكائها الحاد وعزيمتها الباطنية التي تجلت في إصرارها، قاومتْ لظى الرِّمالِ ووحشةَ الليالي، وصورةُ توأمِها في قلبها جذوةُ إصرارٍ.
أخيرًا، لاحَ كهفٌ منعزلٌ، وفي جوفِهِ تلكَ المصقولةُ السوداءُ تشعُّ ببريقٍ غامضٍ. نظرتْ إليها، فرأتْ فيها عينينِ تومضانِ بذكاءٍ وسكونٍ، وابتسامةً تجمعُ بين عالمينِ. تلكَ الرؤيةُ كشفتْ عن حقيقةٍ مستترةٍ: "نور" هي الجانبُ الآخرُ من روحها، جوهرُها الصمتُ.
بلمسةٍ خفيفةٍ لها، سرى شعورٌ بالوحدةِ في عروقها، وتدفقتْ فيها قوةٌ لم تعرفْها. في انعكاسها، رأتْ ذات النظرة الثاقبة والابتسامة التي وحدت عالميهما. الجانبُ الآخرُ عادَ، لكنَّ التي عبرتِ القفراء رحلتُها لم تكنْ مجردَ سعيٍ، بل اكتمالًا للذاتِ.






































