أنين الانفجارات المتصاعد يخنق سكون ليل نور، برعم صغير لم يتجاوز عقده الأول. جذوة أمل متقدة تضيء عينيها الصغيرتين، بثبات بينما تمسك بنعومة كف أبيها "خليل" المثقل بجراح الحزن على فراق زوجته، همست بثقة رقراقة: هنا سنزرع نورًا يزهر ويبدد عتمتهم يا أبي. لكن كلماتها كانت بذرة فعلها الوحيد.
شرعت تجمع بأصابعها الرقيقة شظايا باهتة من الركام. غرست بذورًا يانعة وجدتها في حقيبة أمها مريم. التي رحلت في السفر الأول من زواجها. كأنها تزرع أملًا أخيرًا. ومع أول زهرة تفتحت، اخترقت صدرها رصاصة غادرة في يوم مشمس. سقطت. تلطخت حمرتها بصفاء دمها الطاهر. عاد الظلام منتصرًا. خيم بثقله على كل شيء.






































