اِرتكنَ يوسفُ على حافَةِ المَضجَعِ، ورَشَفَ ضَجيجَ الغِبْطةِ المُتَصاعِدَ من صالةِ "القُدس" في الأسفل. عِقدٌ كاملٌ رُهِنَ في مِحرابِ الطَّاعةِ لأُمنيةٍ لا تُسام. بينَ أناملِهِ، ارتعشَتْ وصيَّةُ الأبِ المَهيبةُ: "جُودُ المُتَيَّمِ أنْ يُطلِقَ سبيلَ مَن استوطنَ شَغافَهُ."
اِعتصرَ مَغْلفَ المُبارَكةِ. قُطبَتَا قميصِهِ تُخفِيانِ وَخزَ السَّكينَةِ البارِدةِ في الصَّدرِ. المِدادُ حَنَى رأسَهُ دونَ اسمِ فاطمة. سَطَّرَ على ظَهرِ الأُضحِيَّةِ خَمْسَ كَلِماتٍ: "أخي علي، زواجٌ مُيمَّنٌ مُباركٌ."
في الأسفل، قَطَعَ الرَّصانةَ بخطواتِ مُدانٍ أوفَى النَّذرَ. غَرَسَ الظَّرفَ في كَفِّ عليٍّ المُحتَضِنِ لِمَن كانتْ قِبلةَ الفُؤادِ. هامَسَ، مُقايِضًا: "ذاكَ الثَّمَنُ الواجِبُ يا سيدي. فِدْيَةُ اللحظةِ التي شاهدتُ فيها تَيُّهمَ عَيْنَيها فيكَ، وما كانتْ لِي. هذا الصَّرْحُ، هو مَهرُ وِصالِكُما، وكَفّارةٌ لِعِشْقِي."






































