خيولُ الظّنِّ الجامحةِ توغَّلتْ في براري قلبي، تنطحُ جدرانَ يقيني حتى انهارت. كانت هناك خفقاتُ قلبٍ زائفةٌ، وابتساماتٌ باهتةٌ، ونظراتٌ لا تستقرُّ، كأنَّها تبحثُ عن مأوى زائف.
لم تكنِ الخيانةُ خنجرًا يطعنُ في الظلام، بل مسرحيةً رديئةً تتكشفُ فصولُها ببطء. كانت كلماتُك تُنسجُ من خيوطِ كذبٍ واهنةٍ، ووعودُك أسرابًا لا تعرفُ العودة. كنت ترسمُ لوحةَ وفاءٍ بألوانٍ مغشوشةٍ، ولكن تشققاتِها كانت ظاهرةً ورائحةَ زيفِها فاحت.
لم يكنْ ما أوجعني الخيانةُ بحدِّ ذاتِها، بل تلكَ المُكاشفةُ البطيئةُ. رؤيتي لك وأنت تهوي من عرشِ الثقةِ إلى سفحِ الرذيلة. لم أكنْ بحاجةٍ لدليلٍ، فكلُّ تفاصيلِك كانت إدانةً، وكلُّ صمتٍ كان اعترافًا. وفي النهاية، أدركتُ أنَّ الخيانةَ لا تقتلُ الحبَّ فقط، بل تقتلُ أيضًا كلَّ ما بُنيَ على أساسِه من احترام.