حبر القدر
أمسكَ حسين قلمَه، ليخطّ النهاية. كلما رسمَ حرفًا، تآكلتْ أصابعُه، اضمحلَّ وجودُه. سقطَ القلمُ من يدٍه المرتعشة. على الصفحة الأخيرة، بحبرِ الدم: "لإكمال القصة، كان على الكاتب أن يُصبح حكاية."
أرجوحة الزمن
علّقَ الطفلُ أُرجوحته على غُصنٍ: "سأطيرُ إلى الأمس!" في كل دفعة، شيخت الشجرةُ دهرًا، تصاغرَ هو. توقّفت، فكانَ الغصنُ خشبةَ لحدٍ، وجسدهُ غبارَ.
همس السنابل
في حقول القمح، همس الفلاح لسُنبُلة: "احملي حُلم عامي العجاف." تورمت، انفجرت؛ لا حبوب، بل مرآة عتيقة. نظر فيها، رأى شيخًا جائعًا لم يزرع قط.
قدرٌ جاف
مدَّ يده لمحبَرته النحاسية. فارغة.
جافة كقلبه. تصفّعه فوهتها بهواءٍ بارد.
كان قد كتبَ كل شيء: الحبّ الضائع، الفقدُ النازف، الأحلام المستحيلة.
الآن، يلاحقه القدرُ، خارج الورق.