• كنتِ بتحبي جدو ي تيتا؟!
في اللحظه دي ابتسمت ابتسامه سعيده:
• ياااااه ، حبيته بس!!
دا انا عشقته ، ولو العمر إتعاد تاني هحبه تاني
• ي سيدي ي سيدي
طب احكيلي بقي حبيتوا بعض ازاي؟
• دي حكاية طويله اوي
• احكيلي ، انا حابة اسمع
اتنهدت وهي بتفتكر كل اللحظات الجميلة اللي عاشوها سوا والحب اللي بينهم ظهر في عيونها لما لمعت وهي بتحكي وتقول:
احنا كنا جيران ، كانت البلكونه بتاعتنا قُصاد البلكونه بتاعته ، شافني اول مره وانا خارجه البلكونه اسقي الورد..
كنت لابسة فستان ازرق قصير وسايبه شعرى ، وجدك من لحظه ما شافني و هو بيراقبني ، كنت شابة زي القمر وعليا العين ، كان بيتقدملي المحامى والظابط والمهندس واللي زي القمر
بس محدش عِرف يدخل قلبي ويملكه غير يوسف ، رغم انه كان مش حلو لكن كان زين الرجال في عيوني ، واول ما حبيته بقت ملامحه اجمل ملامح شافتها عيني ، بقي اجمل راجل في عيوني وبشوفه اجمل شباب الحارة
كان كل يوم بيستني لما اخرج واسقي الورد عشان يقف يشغل عبدالحليم وهو بيقول:
" ي راميني بسحر عينيك الاتنين..ما تقولي واخدني ورايح فين
علي جرح جديد ولا لتنهيد..ولا علي الفرح موديني
انا بسأل ليه واحتار كدا ليه..بكرة الايام هتوريني
خلينا كدا علطول ماشيين..اه ما رمانا الهوا ونعسنا
واللي شبكنا يخلصنا..اللي شبكنا يخلصنا
دا حبيبي شغل بالى..اه يابا يابا شغل بالي."
• ياااه ي جدو علي الرومانسية
• لا جدك كان رومانسي اوي
• كملى ي تيتا وبعدين حصل ايه؟!
• فضل يراقبني كل يوم ويمشي ورايا ومكانش بيدخل من البلكونه ابداً غير لما اخلص وادخل
ومكدبش عليكِ ، انا كنت ميالة له برضو شوية
غمزتلها قبل ما اقول: شوية بس ي ليلى!
• ضِحكت_شويتين تلاتة يعني
بس ي بت بقي متكسفنيش
• طب خلاص مش هتكلم تاني اهو كملي بقي
• كان كل يوم علي نفس الحال ويشغل اغاني حليم
مرة اغنيه " علي حسب وداد ، ومره علي قد الشوق ، و أهواك" واغاني حليم اللى تدوب القلب
لحد ما فى يوم قولت الله! هو هيفضل يلمح كدا من بعيد!
لا انا مش بحب كدا ، افرض مجاش بعد ما علق قلبي و روحى بيه
قولت لا ي بت ي ليلى جمدي قلبك ومتخرجيش البلكونه تاني يمكن يحس علي دمه وييجي
• مش سهله انتِ برضو ي ليلى
• مش حكايه مش سهله ، بس كنت لازم الاقي حل للموضوع دا
• وطبعا هو مقدرش علي بعدك و جالك
• قعدت كام يوم قافله البلكونه ، بس بيني وبينك كنت براقبه من ورا الستاره وهو مكانش بيشوفني
كان بيوحشني بقي اعمل ايه
وكان في الأيام دي اسمعه بيشغل الست وهي بتقول:
"بعيد عنك حياتي عذاب..متبعدنيش بعيد عنك."
جدك مكانش الشاب الحليوة ولا الطول والعرض والعين الملونه ، بس كانت كل بنات الشارع هيتجننوا عليه ، كنت ابقي واقفه مع بنت من حارتنا وهو يعدي الاقيها تبصله وتقول نفسي اتجوزه
اقولها نفسك تتجوزيه ليه ي خايبه دا ولا جمال ولا اى حاجه
ترد تقول بس راجل والرجاله في الزمن دا قليلة ي ليلي
سكتت شوية وسرحت وهي مبسوطه:
• بس مين كان يعرف ان في الاخر قلبه هيبقي ليا
ولما لقانى مخرجتش البلكونه ييجي اسبوع كدا ، جه كلم ابويا ، أصله كان واقع لشوشته ، وابويا وافق واتخطبنا واكمنه كان عايش لوحده فكنت كل يوم اعمله اكل وابعته له
كنت قدامه ابان جامده ولا يهمني ، بس من جوايا كنت اول ما اشوفه اتوتر واحس قلبي هيقف من الفرحة
جدك كان راجل الكلمه منه بتوقف البلد كلها علي رجلها ، كان كلمته سيف وفي عصبيته مش بيشوف قدامه بس برضو كان حكيم وعاقل وكان لو في مشاكل بين العائلات في بلدنا كان هو بيحلها ، كانت شخصيته قوية وتحسيه قلبه جامد بس في الحقيقه كان قلبه دا مفيش أطيب ولا احن منه ، كانت الكلمه منه بتحيى القلب وتمسح منه أي زعل ياابنتي
وبعد سنة اتجوزنا ، واول ما دخلنا البيت قعدني جنبه ومسك ايدي وقال:
بصي ي بنت الحلال انتِ من النهارده بقيتِ مراتي ومش عايز حاجه منك غير اننا نفضل نحب بعض عشان البيت دا مش هيعيش غير بالحب اللي بينا ، ولو يوم زعلتك تعالي عاتبيني متسكتيش عشان لو سكتي هتبقي بتبني سور بينا وكل ما تسكتي السور هيكبر اكتر ومع الوقت كل حاجه حلوة بينا هتروح والحب دا هيتبخر ، واهم حاجه ميدخلش بينا غريب ولا يعرف سِر بيتنا ، و وعد مني ليكِ اني عمرى ما هزعلك ولو بكلمه حتي ، عُمر قلبك ما هيهون عليا ي بنت الناس
كلمته كانت سيف وفعلاً عمره ما زعلني ولا قالى كلمه تجرحني ولا سابني يوم انام زعلانة ابداً ، شالني في عينيه وفوق راسه
وقت ما كان ينده عليا ويقول ي ليلي قلبي كان بيفرح فرحة العيل الصغير لما ابوه يجيب له لبس العيد
كنت ابقي مهمومة وفيا اللي فيا بس اول ما بسمع صوت مفتاحه بيفتح الباب كان قلبي بيفرح واول ما اسمعه بيقول ي ليلي ، ارجع عيلة صغيره تاني ، صوته كان بيرد فيا الروح ويحلي اي حاجه ملهاش طعم
• للدرجه دي بتحبيه ي تيتا؟!
• واكتر من كدا كمان ، دا حبيبي وعوضي عن كل حاجه وحشه والسبب في كل حاجه حلوة وكل اللى ليا في الدنيا دي
وبعدين خلفنا يونس ، كان أول فرحتنا ، كنا في الاول مش عايزين نخلف بسرعة وقولنا نعيش لنا يومين من غير العيال ودوشتهم ، بس النصيب غلاب بقي
ورغم اننا كنا مش عايزين الحمل دا بس اول ما شوفت ابني حتة لحمه حمرا بين ايدي نسيت كل اللي كنت بفكر فيه وعمرى ما اتخيلت اني ابقي فرحانه كدا ، يوم بعد يوم كان بيكبر قدام عينيا وجوزناه وفرحنا بيه
عدينا بمشاكل كتير وحاجات مش اي حد يتحملها ، بس عدت بحُبنا لبعض ولحد ما كبرنا وعجزنا كان كل ما ينده عليا قلبي بيدق والفرحة بتكون مش سيعاني
تعرفي يابت يا مي ، انا حياتي محلوتش ولا بقي ليها طعم الا بعد ما جدك بقي فيها ، كان حياتى وعمرى كله ، البصة في وشه كانت بترد الروح ، ملقتش ونس للعمر احسن منه كان الصديق والحبيب وكل الحلو اللي في الدنيا ، كان فاهمني وبيسمعني ، لقيته راحة
كان سيد الناس وحِسه بس كان بيطمني ، كنت بتطمن لما بشوفه جنبي بخير ، كنت كفاية اشوفه مبسوط وبيضحك
انا كنت غاوية الورد..وجدك كان غاوينى
كان حبيبي و ونس العمر ، دا كفايه اني مبحسش انى بخير غير لما اكون معاه ومش بتطمن غير جنبه
بدأ كلامها يتوه والدموع تظهر في عينيها في نفس اللحظه اللي قالت فيها بحزن:
• ومن يوم ما راح وانا مش بتطمن ياابنتي ، من يوم ما راح مفارقنيش لحظه ، بدخل كل يوم قبل ما انام بساعه وامسك صورته واكلمه، بحس روحه معايا في كل وقت ، واهو صابرة لحد ما اروحله ونتجمع تاني
الونس راح وحياتى ضلمت والفرحة غابت عن عمرى من يوم ما غاب.
"كنت فاكر لسه بدري واتاري العمر بيجري الفراق بيجي من غير معاد بيعلم جوانا يكتب نهايات."