كيف تاهت ذكرياتي في بحر من النسيان؟!
فأبحرت بين طيات تجاعيد وجهي، فوجدت ذكرى تلوى الأخرى منها المؤلم ومنها السعيد،
حينها أنصت إلى سرد دموعي؛ لكل دمعة ألف معنى لديوان تعيس، حروف ذابت بين بكاء وأنين.
ثلاثون عاماً لم أستطع أن أكون غير ما يحبه عدو كان أو حبيب أشتاق إلى جسدي، روحي، حتى حلمي الصغير، أصبح سراب بعيد،لم أجد يومًا طريقًا رسمته بألوان البريق، بهتت ملامحي وتمزقت الرسمة، تداخلت الألوان فغلب الأسود على لوحة لم ترَ النور، شعرت بالوهن كعجوز في الخريف من عمرها.
تضاربت دقات فؤادي كصليل سيف في حرب باردة، في نهايتها هدر دمي.
حرب لم أرَ مثلها قط؛ فأنا من شن هجومًا مميتًا على قلبي الأسير.
حتى الشيب غزا شعري الجميل.
عشت خجلًا من ذاتي التي تركتها بإرادتي للتبني من سنين.
طرقت على أبواب من حديد، لم أبالِ بنزيف يدي ولا طعنات بسهام مسمومة.
بحثت عن موطني، طفولتي، شبابي وضحكة كانت تخرج من الفؤاد تداوي العليل.
ولكن هيهات فقد أدركت أنها لحظة الصفر وفات الأوان وكتبت نهاية روايتي.
عشت دهرًا بلا معنى وخرجت من رحم المعاناة أخوض وألعب مع اللاعبين.
بلحظة تم إنعاشي، سرت بطريق مستقيم.
استعدت هجر نفسي من جديد، بدائرة داخلها جنة وجحيم.
أصبحت شبه إنسان؛ فقد قطع شريان الوتين، تم دفنه ولم يصلِّ أحد على قبره الزهيد.