قلتله:
"تمام… أنا هبعتلك دلوقتي بصماته، ونشوف هنوصل لمين ده بالتفصيل."
قفلت التليفون وبصيت تاني في التقرير. لقيت إن الجريمة حصلت في حدود الساعة خمسة الفجر. يعني الراجل كان غايب حوالي عشر ساعات ، ومحدش خد باله أو حس باختفاؤه.
الدكتور مشي، وأنا فضلت أقلب في الورق يمكن ألاقي معلومة فاتتني. وقتها لفت نظري إن التقرير كاتب إن في جرح قديم في دراعه، تقريبًا من شهر.
سألت نفسي:
"يا ترى… نفس الشخص اللي جرحه قبل كده هو اللي قتله؟ ولا الموضوع مختلف؟ كله هيبان."
بعد نص ساعة تقريبًا، لقيت المعاون جالي ومعاه ورق عن القتيل. قال:
"عرفت كل حاجة عنه يا أفندم."
شاورت له يقعد وقلت:
"هااا… قول بسرعة."
قال وهو باصص في الورق اللي معاه:
"اسمه محمد عثمان الدوسري، عمره ٣٧ سنة. عنده ولد وبنت توأم عندهم ١٧ سنة. بيشتغل ميكانيكي. ومن حوالي شهر ونص كان مقدم بلاغ في ابنه إنه عوّره بالمطواة في دراعه علشان كان عايز فلوس، بس التحقيق انتهى بالصلح وروّحوا."
قلتله:
"تمام… اديني العنوان. عندنا زيارة مهمة في بيته."
رحنا بيته، وكان فوق الورشة بتاعه. خبطنا جامد بس محدش فتح خالص. طلعتلنا ست من الجيران وقالت:
"إنتو مين وعايزين إيه؟"
رُحت عندها وقلت:
"أنا ظابط، وعايز أتكلم مع زوجة وأولاد عمّ محمد ضروري."
قالتلي وهي مترددة:
"هو عمّ محمد ساكن لوحده. مراته سايباله البيت ومعاها ولادها، بس ساعات بييجوا الخميس يقضّوا اليوم هنا ويرجعوا لأمهم تاني."
قلت باهتمام:
"طب تعرفي هي سابت البيت ليه؟"
قالت:
"خناقتهم ما بتخلصش يا سعادة البيه، وعلى طول صوتهم عالي. وسيف ابنه كل يوم والتاني خناقة، وملموم على شِلة صايعة… ربنا يستر على عيالنا."
قلت لها:
"طب تعرفي هم قاعدين فين دلوقتي؟"
قالت وهي بتفكر:
"هي في بيت أبوها، جنب محطة البنزين في شارع الجمهورية، الدور الأول. أنا رُحت هناك مرة علشان أعزّيها في أمها، الله يرحمها."
قلت لها:
"مش معاكي مفتاح الشقة؟ فيه تحقيقات شغالة ولازم ندخل نفتّش."
قالتلي بخوف:
"تحقيقات إيه يا بيه؟ كفانا الشر… هو اتخانق مع ابنه تاني ولا إيه؟"
قلت لها بهدوء:
"البقاء لله… عمّ محمد اتقتل."
صرخت:
"يا لهوي يا بيه! واتقتل إزاي؟ ومين اللي عمل كده؟"
قلت وأنا بتنهّد:
"لسه ما نعرفش… بنحقق. يا ريت لو عندك أي معلومة تقولي لنا. ولو معاكي مفتاح الشقة يبقى أحسن بدل ما نكسر الباب."