قالتلي وهي بتعيط:
"أنا خلاص هاعترف بكل حاجة يا بيه… أنا بكرهه… بكرهه! كان لازم يموت. هو اللي اضطرني أعمل كده. أنا مش وحشة أبداً… هو اللي وحش."
قولتلها بهدوء، لأني كنت حاسس إنها مش هتستحمل وفي الآخر هتعترف:
"أعدّي بقى كده واحكيلي كل حاجة بالتفصيل."
القصة بدأت الساعة تلاتة العصر، يوم الجمعه اللي فات. كنت لسه طالب كام ساندوتش وبحط الأكل في بقي، لقيت العسكري داخل عليا من غير ما يخبط.
قال بسرعة:
"ألحق يا مراد بيه، لقينا جثة ملفوفة بملاية ومربوطة بحبال في الترعة عند مدخل سمنود."
ساعتها سبت الأكل وقلت في نفسي: كنت عارف إن مفيش أمل إني آكل النهارده.
خدت السلاح، وكلمت الطب الشرعي يبعتوا ناس معايا، وجهّزت الفريق بتاعي، وتحركنا على مكان الواقعة اللي العسكري قال عليها.
وصلنا، لقينا الناس ملمومة حوالين الترعة، بس محدش قرب من الجثة، كل واحد خايف على نفسه.
العساكر فضّوا الزحمة، وفتحوا لنا الطريق.
دخل دكتور من الطب الشرعي، وفك الحبال والملاية…
لقينا راجل لابس جلابية، في آخر التلاتينات تقريباً، وفي ضهره طعنة سكينة نافذة.
رجعت المركز وأنا مستني تقرير الطب الشرعي علشان نعرف مين المقتول ونوصل لأهله. كنت متوتر ومش قادر أستنى، فكلمت المعاون في التليفون وقلتله:
"هبعتلك صورة شخص، تشوف كده لو فيه بلاغات عن غيابه الفترة اللي فاتت."
رد باهتمام وقال:
"حاضر يا بيه، هشوف حالاً وأبلغك."
بعد ساعة تقريبًا، جه دكتور الطب الشرعي ومعاه الورق الخاص بالقتيل. قالي:
"القتل حصل بسبب الطعنة اللي في الضهر بسكين. الضحية عنده ستة وتلاتين سنة. وبصماته موجودة في التقرير، من خلالها تقدروا تحددوا هويته بالظبط."
وأنا لسه ماسك الورق، التليفون رن. لقيت المعاون بيكلمني:
"يا بيه، مفيش أي بلاغ لغياب الشخص ده خالص."