الجزء ٣
قالت وهي بتعيّط:
"أنا مصدومة يا بيه… أكيد سيف ابنه—ربنا ينتقم منه—هو اللي عملها! بس والله مش معايا مفتاح ولا حاجة… بس هو ابنه مين غيره يعني؟"
قلت وأنا بشاور للعساكر يكسروا الباب:
"مينفعش نتّهم حد من غير دليل. وياريت ما تبلغيش مراته بأي حاجة غير لما نروح ونعمل ليهم زيارة مفاجئة."
هزّت راسها موافقة وهي لسه بتعيّط، وتقول:
"لا إله إلا الله… مين عمل كده بس في الراجل الطيب!"
دخلنا الشقة، كانت أوضتين وصالة صغيرة.
فتّشنا في كل ركن فيها، بس ما كانش فيه أي حاجة تلفت الانتباه… كل حاجة في مكانها، ومافيش أي دليل على خناقة أو عنف.
نزلنا وروّحنا على طول على العنوان اللي الجارة قالت عليه.
طلعنا الدور الأول وخبطنا، فتح لينا راجل عجوز في الستينات، ماسك عكاز. قال باستغراب:
"إنتو مين؟"
طلّعتله الكارنيه وقلت:
"أنا الظابط مراد… وآسف جدًا إني هبلغك بالخبر ده… عمّ محمد جوز بنتك اتوفى."
سمعت صوت صريخ ورا الراجل، بصيت لقيت ست لابسة جلابية ومغطيه راسها بمنديل، بتلطم وبتعيّط.
الراجل قال بصوت عالي وهو بيرتعش:
"إزاي الكلام ده حصل؟! ده كلّمني من يومين وقال لي إنه جاي علشان يصالح مراته… وقالي يا ريت تعقلها!"
قلتله بهدوء:
"أنا آسف يا عم الحج… ممكن ندخل؟ لازم أحكيلكم كل حاجة وأتكلم معاكم كلكم ضروري."
دخلت أنا والعساكر.
الست كانت لسه منهارة على الأرض، لقيت بنتها بتحاول ترفعها وهي بتعيّط معاها هي كمان.
قعدت قدّامهم وقلت:
"أنا آسف للمرة التانية إني بقولكم كده… بس إحنا طلعناه من الترعة، كان ملفوف بملاية ومربوط بحبال، وحد طعنه بسكينة في ضهره."