أصعب القضايا اللي بتجيلنا هي اللي الحقيقة فيها بتكون مع شخص واحد بس، والشخص ده بيكون هو الميت.
ومع التحقيقات ممكن جدًا نكتشف الحقيقة، بس دايمًا بيكون فيه شك ولو واحد في المية، لأن ممكن جدًا البحث حوالين الحقايق اللي قدامنا يكون غلط، فنوصل لنهاية مرضية، بس وارد جدًا يكون كل اللي وصلنا له وهم.
أنا رئيس مباحث دبي، أيمن نور الدين.
جالنا بلاغ بانتحار ممثلة مصرية، وإنها رمت نفسها من الدور العاشر بعمارة سكنية في شارع الشيخ زايد.
خدت السلاح والموبايل وقلت للعسكري:
ـ بسرعة، حضّر القوات وبلّغ فريق الطب الشرعي، عندنا حالة في الشيخ زايد.
في أقل من نص ساعة كنا وصلنا لمكان الحادث، والناس كانت ملمومة.
فضّينا المكان وعملنا حاجز حوالين الجثة، وكانت لممثلة مصرية اسمها زينب حسني، الممثله المعتزلة.
العسكري قال لي:
ـ يا باشا، فيه واحدة مصممة تكلمك، وبتقول إنها صاحبتها وكانت عندها قبل ما تنتحر.
قلت له وأنا رايح لدكتور الطب الشرعي:
ـ بلغها تروح القسم بتاعنا، وهناك هاخد أقوالها.
رحت للدكتور وسألته:
ـ يا ترى الانتحار ده من إمتى؟ وهل فعلًا انتحار ولا ممكن يكون وراه جريمة قتل؟
قال لي وهو لسه بيفحص الجثة:
ـ كل شيء وارد، وخصوصًا إن مفيش ولا نقطة دم، وده نادر لما يحصل، فالموضوع مشكوك فيه. ممكن أوي تكون اتقتلت وبعدها اترمت من فوق.
قلت له وأنا بحط إيدي على دقني:
ـ طيب، وهنتأكد ازاي من الموضوع ده؟
رد:
ـ هننقلها المشرحة، وهناك هنعمل فحص شامل لكل جسمها، وساعتها هنعرف لو فعلًا انتحرت ولا جريمة قتل.
هزيت راسي وقلت له:
ـ تمام، انقلها واعمل الفحص اللي بتقول عليه، وأنا هطلع شقتها مع القوات بتاعتي نفحص المكان.
بص لي وقال:
ـ تمام، وإن شاء الله أخلص التقرير في أقرب وقت.
قلت له وأنا ماشي:
ـ أتمنى، عايزين نحل القضية دي بسرعة قبل ما يضغط علينا الرأي العام. دي ممثلة، والكل هيكون حابب يعرف الأسباب.