كنت اعد في مكتبي الساعه ١٠ الصبح كالعادة بشوف أوراق قضية كنت شغال فيها لحد ما لقيت الشاويش دخل عليا
وقالي ـ يا محمد بيه فيه راجل بره مصمم يدخل وعايز يقدم بلاغ
قفلت الاوراق اللي ادامي وقولتله - ماشي خليه يدخل نشوف بلاغ عن ايه؟
دخل وكان راجل في الاربعين كده لابس جلابيه وكان باين عليه أنه متوتر وتعبان وقالي ـ يا بيه بنتي ضايعه مش لقيها بقالي يومين
شربت من فنجان القهوة وبصيتله قولتله ـ طب أهدى بس كده وأعد علشان اعرف منك كل التفاصيل وقولي اسمك وبتشتغل ايه وسنك ؟
أعد ادامي وكان لسه متوتروقالي ـ أنا جمال السيد شغال في طابونة عيش عندي ٤٠ سنه
قومت ورحت أعدت ادامه و قولتله ـ احكيلي بقى بنتك الضايعه دي عندها كام سنه وكنتوا فين لما ضاعت
طلع منديل من جيبه ومسح عرقه وقالي ـ بنتي سميرة ١٠ سنين يا بيه هي كل يوم بعد ما ترجع من المدرسه وتاكل لقمه تروح الشارع اللي ورانا تحفظ قرآن عند الشيخ علوان هي ساعة وترجع
قمت أعدت على الكرسي ادامه وبصيتله وقولتله ـ ليها اخوات يا عم جمال؟
واساميهم ايه وسنهم كام؟
اتنهد وقالي- هي آخر العنقود ليها ٣ اخوات اكبر منها احمد ١٤ سنه وماجد ١٧ سنه وصباح ١٥سنه
وقبل ما يكمل قاطعته قولتله ـ مفيش حد منهم بيروح القرآن يحفظ هو كمان أو حتى يوصلها
قالي وهو موطي ـ لا يا بيه هي اللي كانت بتحب تحفظ القرآن من وهي صغيره حتى الوحيده اللي حبا التعليم اخواتها مكملوش بعد الاعداديه
قولتله باستغراب - امال مامتها فين؟
قالي ودموعه كانت نازله ـ في البيت مش مبطله عياط وحالتها صعبه اوي ولا راضيه تنام ولا تاكل غير لما نلاقي سميرة
قولتله وانا بحط القلم على المكتب ـ أنا محتاج احقق مع كل أسرتها وكمان الشيخ علوان اللي بيحفظها قرآن ضروري اتكلم معاه
قالي وهو بيقوم ـ حاضر يا بيه أنا هروح اجيب اخواتها وامها وهعدي على الشيخ
قولتله وانا قايم اعد على المكتب ـ معاك صورة لسميرة يا عم جمال
قالي وهو بيطلعها من جيبه ـ ايوه يا بيه أهي
خدتها منه ورنيت الجرس على الشاويش ولما دخل قولتله ـ عايزك تبعت عسكري مع عم جمال علشان يجيب أسرة الطفلة الضايعه وكمان الشيخ
ورحت باصص لعم جمال قولتله ـ ياريت تعرفه بيت الشيخ فين
هزلي راسه بالموافقه وبعدها خرج مع الشاويش وفي خلال ساعتين لقيت الشاويش دخل وقالي ـ عم جمال جه يا افندم ومعاه ام واخوات البنت والشيخ كمان جبته
قولتله ـ دخل الام الأول لوحدها
خرج الشاويش وفعلا دخلت الأم عينيها كانت حمرا وورمه من كتر العياط وكانت لبسه جلابيه ومنديل على راسها ومنهاره من العياط
قالتلي وهي بتعيط ـ رجعولي بنتي يا بيه دي احن واحده في اخواتها عليا واطيبهم وحافظة للقرآن
حاولت اهديها على اد ما أقدر وقولتها ـ اهدي بس أن شاء الله نلاقيها بس قوليلي الاول اسمك وسنك وبتشتغلي ولا لا ؟
ردت وهي لسه بتعيط ـ اسمي سعاد محمد عندي ٣٥ سنه ومش بشتغل
كتبت بياناتها ورجعت سألتها ـ هو اليوم اللي اختفت فيه سميرة خرجت من البيت الساعه كام وراحت فين ؟
قالتلي وهي بتمسح دموعها - كان عندها درس قرآن الساعه ٣ يا دوب جت من المدرسه زي كل يوم كلت لقمه وخدت المصحف ومشيت
بصيتلها وقولت ـ طب مش لسه صغيره انك تسبيها تروح لوحدها
قالتلي وهي بتعدل المنديل اللي على رأسها - سميرة متعوده يا بيه من وهي صغيره على كده تروح وتيجي لوحدها والمكان مش بعيد ده في الشارع اللي ورانا في نفس شارع بيت عمها
قولتلها ـ مفيش حد بتشكي فيه أنه يكون مثلا خطفها
بصيتلي وهي بتمسح دموعها - لا يا بيه هيخطفوها ليه بس دي بنتي غلبانه والكل كان بيحبها
قولتلها بحيرةـ طب بنتك قبل ما تخرج محصلش بينكم مشكله اتخانقتم وضربتيها مثلا خلاها تهرب ومترجعش البيت
قالتلي بسرعه من غير ما تفكرـ ابدا دي سميرة هاديه وعمرها ما زعلتني وبتسمع الكلام واستحاله تعمل كده
قولتلها وانا بحط القلم على المكتب ـ تمام يا سعاد تقدري تمشي دلوقتي
قالتلي وهي بتقوم ـ هتلاقوها يا بيه مش كده دي نور عيني مقدرش اعيش من غيرها وانهارت من العياط
قولتلها ـ أن شاء الله نلاقيها متقلقيش هنعمل كل حاجه في وسعنا علشان نرجعهالك تاني
هزت راسها بحزن وخرجت
رنيت على الشاويش علشان يدخلي اخواتها بالدور
دخلت بنت شبه مامتها بالظبط بس كانت بترتعش من الخوف وموطيه في الأرض
قمت من مكاني و قولتلها ـ انتي صباح مش كده
هزت راسها بالموافقه
قولتلها بصوت هادي علشان تطمن ـ اعدي يا صباح متخافيش احنا بنسألكم بس علشان نرجع اختك
لقيتها راحت معيطه
جبتلها كوبايه ميه من على المكتب واديتها تشرب علشان تهدى
نص الميه اندلق على الجلابيه اللي لبساها بسبب رعشه إيدها
سألتها وانا باخد الكوبايه من ايدها ـ بتحبي اختك يا صباح
بصتلي باستغراب من السؤال وقالتلي ـ طبعا بحبها ده انا اللي مربياها مع ماما وكنت بهتم بيها لما ماما تكون بره أو تعبانه
قولتلها وانا بحاول ابص في عينها لانها كانت موطيه راسها وهي بتتكلم و قولتلها ـ حلو اوي طب يوم اللي اختفت فيه تقدري تقولي عملت ايه وحصل ايه اليوم ده ؟
بصتلي وقالت ـ هي جت من المدرسه كانت جعانه مكنش عندنا غير عيش وحتة جبنه قريش كلت وبعدين قالتلي انها هتعدي على ستي …وراحت سكته
بصيتلها وقولت ـ هي ستك ساكنه جنبكم يا صباح وكانت هتعدي ليه ؟
قالتلي وهي مكسوفه ـ ستي في الشارع اللي ورانا اصل لما ميبقاش عندنا أكل كانت بتعدي على ستي أصل عمي ساكن معاها وهو غني معاه فلوس كتير فمرات عمي دايما تعمل اكل حلو فبتروح تاكل هناك
قولتلها ـ تمام بتروح يعني علشان تاكل معاهم
قالتلي بصوت واطي ـ هي بتروح كمان تلعب مع ولاده شويه وتاكل معاهم وبعدين تروح درس القرآن هو جنبهم في نفس الشارع
قولت وأنا راجع على المكتب ـ ستك وعمك ومرات عمك جم معاكم بره يا صباح
لقيتها وقفت وقالتلي ـ ستي مش بتقدر تمشي وعمي ومرات عمي زمانهم في الشغل لأن الاتنين بيشتغلوا
قولتلها وانا برن الجرس للشاويش ـ ياريت تعرفيهم اني محتاج اتكلم معاهم
هزت راسها وخرجت ودخل الشاويش وقولتله ـ دخلي حد من اخواتها
خرج الشاويش ودخل عليا شاب اسمراني طويل وكان عمال يتلفت حواليه
بصيتله شويه من غير ما أتكلم وبعدين قمت من مكاني وقولتله ـ انت اخو سميرة
رد وهو بيشبك صوابعه في بعض ـ ايوه انا اخوها الكبير ماجد
بصيتله لقيت في دراعه علامه زرقه لسه هركز فيها حسيت أنه بيداريها
حاولت اشغله بالكلام وقولتله - عندك كام سنه يا ماجد
رد بتوتر وقالي ـ ١٧سنه
مسكته من أيده ومشيت بيه وشاورتله على الكرسي علشان يعد وفعلا اعد
ومسكت كتفه وانا واقف قولتله - انت صحيح سبت التعليم من الاعداديه زي ما والدك قال
ـ هز راسه بالموافقه
كملت كلام وقولت ـ بتشتغل بقى يا ماجد
قالي ـ ايوه بشتغل مع بابا في الفرن وسعات آخر النهار بروح ألقط رزقي وأنقل طوب ورمل
أعدت ادامه وقولتله ـ تعرف سميرة يوم ما اختفت مشيت من البيت امتى وراحت فين
هز رأسه بالرفض وقالي ـ لا انا كنت في الشغل وانا اصلا في أغلب الوقت مش برجع البيت غير على النوم
قولتله وانا باصص على دراعه ـ يعني اليوم ده متعرفش اذا كان حد ضربها أو اتخانق معاها فمشيت مثلا وهي زعلانه
قالي بصوت هستيري ـ لا خالص محدش كان بيقدر يكلمها اصلا هي الصغيرة ومكنتش بتعمل مشاكل
قولتله وانا بقرب منه ـ ايه اللي في دراعك ده يا ماجد وشديت دراعه لقيت علامه زرقه وشكلها أن فيه حد عضه جامد لدرجه اللحم بتاع جلده طالع ومزرق
شد دراعه بسرعه وقام وقف وقالي ـ ده ده وراح ساكت
زعقت وقولتله ـ انطق مين اللي عضك كده اختك صح قولي مخبيها فين اتكلم
عيط وقالي ـ أنا هخطف اختي ليه بس يا بيه ده انا من يوم ما غابت وانا سايب شغلي وبلف وبدور عليها مسبتش مكان إلا ودورت فيه
قولتله وانا ماسك كتفه ـ امال العضه دي ايه سببها
قالي وهو موطي ـ بصراحه يا بيه أنا فيه بنت بحبها ويعني لما حاولت اقرب منها عضتني بس دي لو أهلها عرفوا أنها بتكلمني هيقتلوها
قولتله وانا راجع المكتب ـ انت بس عرفني اسمها وعنوانها هتأكد منها من غير ما أهلها تعرف
قالي وهو بيترجاني ـ أرجوك يا بيه بلاش تعرف حد من اهلي ولا أهلها فيها قطع رقاب
قولتله ـ متقلقش أنا كل اللي يهمني اعرف الحقيقه
وبعد ما خدت اسم البنت وعنوانها خرج و دخل اخوها التالت احمد وكان اكتر واحد شبه سميرة
اول ما دخل قالي ـ لسه معرفتوش مكان اختي يا بيه احنا تعبنا من التدوير حتى رحنا كل مستشفيات بني عامر ملهاش اثر
قولتله ـ أهدى بس وقولي الاول اسمك ايه وسنك وبتشتغل ولا لا؟
قالي وهو لسه منفعل ـ اسمي احمد ١٥ سنه وبشتغل في الفرن مع بابا وآخر النهار عند عم سعيد الحلاق
بصيتله باستغراب ـ انت واخوك بتشتغلوا في الفرن
هز راسه بالموافقه
قولتله ـ امتى اخر مره شوفت سميرة يا احمد
قالي وهو باصص للسقف بيفكر ـ قالي يوم ما اختفت كنت انا راجع البيت كانت خارجه ولما قولتلها راحه فين قالتلي هتعدي على عمي تلعب شويه مع ولاده وبعدين تروح القرآن
قولت بصوت واطي ـ أنا كده محتاج اروح لزياره لبيت عمك
بصلي وقالي ـ بتقول حاجه يا بيه
ركزت معاه وقولت ـ لا خلاص مفيش تقدر تمشي
وهو ماشي عند الباب ندهت عليه وقولتله ـ احمد صحيح هو اخوك فيه واحده بيحبها ومرتبط بيها
بصلي باستغراب وقالي ـ مش عارف يا بيه هو مره سمعت بابا بيتخانق معاه علشان يسيب بنت ماشي معاها بس بعدها الموضوع اتقفل
قولتله وانا بقلب في الورق اللي ادامي ـ تمام ياريت لما تفتكر اي معلومه او تفاصيل مقولتهاش تيجي تقولها
وقبل ما يفتح الباب قولتله ـ صحيح انت مرتبط؟!
بصلي وقالي ـ لا يا بيه ارتباط ايه هو احنا لاقيين ناكل
قولتله ـ خلاص تمام تقدر تمشي