الفصل التاسع (الفينال)
(إضاءة زرقاء خفيفة ومكتب على اليمين عليه لاب توب ومكتب على اليسار عليه أجهزة لاسلكيه وأوراق مبعثرة)
(روبير يقف أمام الحاسوب المحمول، يتنقل بتوتر، يتحدث في جهاز اللاسلكي.)
روبير (بقلق):
كرّر... الخطة (B) فشلت، انسحبوا فورًا.
(يدخل جولدبيرج مسرعًا، يبدو عليه الخوف والارتباك.)
جولدبيرج (بصوت مهزوز):
قلت لك منذ البداية إن الأمر ليس سهلًا!
الوضع أصبح خطيرًا للغاية... لقد انكشف المقر، والملايين يتّجهون إلى هنا.
روبير (ينظر إليه بغضب):
حذّرتك من الضربة القاضية، وقلت لك لا تتسرّع...
لكنك كنت دائمًا مستعجلًا، وها هي النتيجة: دمرت نفسك.
جولدبيرج (بانفعال):
بل دمرنا أنفسنا جميعًا!
أنا لم أكن سوى منفّذ، أمّا أنت... فأنت المخرج الحقيقي لهذه المسرحية.
روبير (باستعلاء):
أنا؟! أنا منذ البداية أخبرتك أنني سأدعمك من الخلف فقط...
وسأظل الوجه الخفي الذي يستحيل أن يُكشف.
جولدبيرج (يتقدّم منه ويمسكه من ملابسه):
لكنّك أنت من رسم الخطة!
أنت من كتب النص... أنا فقط قمت بالتنفيذ.
روبير (ينتزع نفسه):
لا تلمسني!
هل فقدت صوابك؟!
أنا سأعود إلى بلدي الآن، وأي كلمة تنطق بها قد تجعلك تُحاكم كخائن.
لقد نبّهتك منذ البداية أن "السيطرة الناعمة" هي أساس خطتنا، لا العنف الغبي.
(يُسمع طرق شديد على الباب وأصوات ناس تثور)
روبير (يفزع، يجمع أوراقه):
لا وقت... يجب أن أرحل فورًا.
(يركض نحو الجهة الأخرى من المسرح، ويختفي.)
جولدبيرج (ينظر حوله بفزع، يهمس لنفسه):
لن أستطيع مواجهتهم وحدي...
كل البذور التي زرعناها...
سمّمتنا نحن قبل غيرنا
(يحاول الهرب، لكن يتم كسر الباب ودخول الناس)
(تبدأ موسيقى استعراضية حماسية بالامساك وضرب جولدبيرج من خلال الاستعراض.
وفي ختام الرقصة، يُقبض على جولدبيرج، يُربط بأسلاك ويركع على الأرض رأسه إلى الاسفل)
(ستوب كادر)
(يُسلط عليه الضوء وحده. ثم يدخل الشيخ من جانب المسرح نحو المقدمة)
الشيخ (بصوت جهوري عميق):
"النور الحقيقي…
مش اللي بيجيلك من شاشة.
النور… هو لما تحافظ على اسمك.
على البذرة اللي جواك.
على السند اللي بيرفعك لما تقع.
لو ضيّعت ده… وبصيت على نور برّاك،
ساعتها… هتكون الضلمة جواك أنت.
لازم نفهم أننا لازم نعيش النور اللي جوه قلوبنا… بعيد عن نور مزيف ليه مية وش
(يُؤخذ جولدبيرج خارج المسرح وسط صمت)
ظلام
(الشاشة الخلفية تُضاء تدريجيًا:
صوت الأجراس يتداخل مع صوت الآذان الناس تدخل المساجد والكنائس للصلاة،
الأطفال يمسكون كتبًا بدلًا من الموبايلات،
وجوه تضحك، أطفال ترسم، شوارع تتزين بالخط العربي)
(موسيقى هادئة روحانية تصاحب المشهد.)
(ثم يُسمع صوت مذيع الراديو، بنبرة واثقة وهادئة):
"هنا… القاهرة."
ظلام….