المشهد الخامس
(إضاءة خافتة تسلط على مكتبين متقابلين، أحدهما عليه لاب توب مفتوحًا، والآخر تنتشر عليه أجهزة لاسلكية وأوراق متناثرة، يظهر الجانبيان في الجهتين اليمنى واليسرى بوضوح)
(يدخل "جولدبيرج" من الجهة اليمنى، خطواته متوترة، يتلفت بقلق ويتوجه نحو مكتب الأجهزة. لحظات، ثم يدخل "روبير" من الجهة المقابلة، واثق ، يتجه مباشرة نحو اللاب توب)
جولدبيرج (بصوت متوتر):
الأوضاع خرجت عن نطاق السيطرة.
روبير (وهو يتفحّص اللاب توب بهدوء ):
لطالما كنتَ جبانًا... لا تُجيد المواجهة، لم دخلت اللعبة من البداية
جولدبيرج (ينفجر غاضبًا، يقترب منه بخطوات متسارعة):
ولِمَ عليّ دومًا أن أكون في وجه العاصفة؟
لم اعد اريد ان اكون بطل هذه الرقصة؟
روبير (ببرود دون أن يرفع عينيه):
كل الدعم يأتي منّي... أنا القوة العليا هنا.
الخيوط كلّها بين يديّ، وأنت مجرد ممثل.
جولدبيرج (بقلق بصوت مهزوز ):
ألا ترى ما يحدث؟
التمرّد يتفشّى في الشوارع!
كلما أصدرت أمرًا بإقصاء عنصر معارض،
الناس من حوله يصحون...
ويخرجون عن سيطرتنا.
روبير (بابتسامة ساخرة):
أين نظريتك القديمة؟ "انظر إلى العصفور"...
أم أنك ما زلت غبيًّا كما عهدتك؟
أنا من يضع الخطة، وأنت من ينفّذ....
ليس هناك وقت للاعتراض
جولدبيرج (يهتز صوته من الغضب والقلق):
أصبحتُ في مرمى الأنظار!
كل العمليات تنتهي بي،
أمامك الإحصاءات...
خمسة وسبعون بالمئة خرجوا عن التغطية!
نحن نفقد السيطرة... لحظة بعد لحظة!
روبير (بصوت صارم، بحسم):
ستنتظر الأوامر.
لقد دخلتَ الشبكة،
ولا خروج منها...
إلا قاتلًا أو مقتولًا.
جولدبيرج (بتردّد):
وإن تمّ الكشف عني؟
هل ستكون في ظهري؟
هل ستُخرجني من المأزق؟
روبير (ينظر إليه نظرة طويلة، ثم يعود بهدوء إلى شاشته):
بالطبع...
أنت رجلنا،
ولن نُضحّي بك بهذه السهولة...
اطمئن. فقط نفِّذ الأوامر،
وركِّز في المرحلة القادمة على الروحانيات فهذه المنطقة لم ندخلها بعد وسترى ستكون الضربه القاضيه بعدها
كل شيء سيكون على ما يُرام.
(يصدر صوت صفارة لاسلكية، الضوء يخفت تدريجيًا،
تومض إشارات حمراء، ثم تختفي تمامًا.
يسود الظلام بينما صوت الصفارة يتلاشى مع اختفاء الضوء)