حين أدركت أن الحقائق لا تُرى من وجهٍ واحد، صرت أكثر نضجًا وأقل اندفاعًا في الهجوم.
تعلّمت أن أضع حدًا فاصلًا، وخطًا أحمر لا أتجاوزه في أي نقاش.
كنت في الماضي أجادل حتى الرمق الأخير، وأدافع عن رأيي كما لو كنت أحمل راية الحق وحدي. أما الآن، فقد صرت أختار الصمت، أفسح مكانًا للتأمل والتفكّر، وأتساءل بهدوء:
ماذا لو كنتُ أنا المخطئة؟ ماذا لو كنتُ أنا الظالمه، و الأكثر قسوة؟
لم يحدّثني قلبي بعد، ولم تُقرّ روحي بهذه الحقيقة، لكنّي أقف في زاويةٍ بعيدة، أراقب ذاتي كغريبٍ عنها، وأغوص في صراع أفكاري المتضاربة. أبحث عن ذلك الجانب المظلم الذي غيّبته عني السنين، لعلّي أراه أخيرًا.
ويعود السؤال ليكسر كل الابواب المغلقه بداخلي:
هل كان عناد الماضي وكبريائي هما اللذان جعَلاني أظنّ نفسي محقّة دومًا؟
متى أملك الشجاعة، و أن أنتصر على غروري، وأفكّر بلا تحيّز لذاتي؟
هل أقدر أن أكون الحكم العادل بيني وبين نفسي، لا المترافع المتشبّث ببراءتي؟
ربما سيأتي ذلك اليوم الذي أعترف فيه بلا خوف، وأقول بصدقٍ أمام الجميع:
نعم، كنتُ أنا الطرف المخطئ.





































