الفصل الاول
الأوفرتيرا
يفتح الستار على البطل مقيد بمجموعة من الحبال وأشخاص يرتدوا ملابس سمراء تتجاذبه من عدة زوايا يحاول أن يهرب منهم ثم يصرخ من شدة الألم .
بلاك
الفصل الأول
المشهد الأول
المتاهة
النص:
المشهد الأول
(تفتح الستارة ويكون هناك رجل خمسيني نائم في منتصف المسرح وخلفه خمسة أبواب لكل باب لون اصفر بني أحمر أسود أبيض وبجواره على الأرض أربع مفاتيح
يقوم ببطء وهوان وقميصه نصفه بالخارج والنصف الآخر بالبنطلون واول زرارين مفتوحين يمسك رأسه وينظر بتوتر حوله وتتشابك قدماه ويهتز جسده خوفًا ويتلعثم في بداية الكلمات ..)
آدم/ أين ..أين أنا وما الذي أتى بي إلى هذه الغرفة وما هذه الأبواب وكيف جئت إلى هنا هل هذا حلم وبصوت واهن بل ..بل أنه كابوس
(يذهب وهو مازال يهتز ليتأمل الأبواب ويلمسها )
آدم/ أشعر .. (ويصمت لحظه ثم يكمل ) أشعر بألم رهيب ينخر جسدي كمسامير يتم طرقها بعنف بداخل قلبي ويمسك رأسه ويخفض جسده للأمام قليلا وصداع يجتاح عقلي كأن تيار كهربائي كالبرق ولم يخمد (وبصوت من الهلع) آآآه أنه مؤلم حقًا، المكان هنا كالثلج كأن درجة الحرارة وصلت الصفر مئوية (وبصوت يعلى تدريجيًا مع وقوفه كأنه تذكر شيء ويردد وهو ينظر للأبواب) وأين أسرتي زوجتى وأبنائي الثلاثة وأبنتي كيف يتركوني هنا وحدي وبصوت يحمل الوعيد عندما أعود سيكون حسابهم جميعًا عسيرًا سأعاقبهم لا، سأفعل ما هو أكثر سأحرمهم من الميراث (ثم يمسك رأسه مرة أخرى) ما هذا الصداع المميت أنه يشق عقلي لطريق وعر يهدم كل خلايا مخي آآه (ثم بعصبيه يذهب إلى الأبواب محاولًا فتحها) يجب أن أفتح هذه الأبواب اللعينه لكي أعود لأملاكي وشركاتي ولن أنسى أن أعاقب كل من تسبب في وجودي هنا (مع محاولته فتح الأبواب الثلاثة الأولى ومع فشله يثور غاضبًا ويضرب بقدمه ويده الباب الرابع والخامس مع صراخه ثم يتحرك بغضب على المسرح ويتعرض للسقوط وقبل أن ينهض يرى المفاتيح أربعة مفاتيح بنفس ألوان الأبواب يمسكها بيده ويقف ينظر للأبواب مرة أخرى)
آدم/ قد تكون هذه الأبواب الغبية المخرج من هذا المكان الموحش سأهرب دون الإلتفات خلفي لحظة واحدة فقد حصلت على المفاتيح ولكن هناك مفتاح مفقود فهؤلاء أربعة فقط لخمس أبواب ولكن لا يهم سأخرج من هنا مهما كلفني الأمر، وبسخرية يا لغباء من حبسني ترك لي مفاتيح الخروج
(ويتأمل المفاتيح بيده مرة أخرى) نعم أن المفتاح الأصفر للباب الأصفر سأفتحه الآن (وبضحكة سخرية ويحاول فتحه ويصرخ مع وضع المفتاح) هيا هيا يجب علىَّ الخروج فورًا (ويده لا تتحرك كأنها تداخلت وتشابكت مع المفتاح ويقع بجوار الباب مع صراخه)
بلاك للمسرح كله..
(ويحل الظلام وتظهرهناك بؤرة إنارة ضبابية بمنتصف المسرح وظهور طفل في العاشرة من عمره يرتدي قميص وبنطلون أسود وبيده كتاب مقطوع نصفين وباليد الأخرى كرة ويبدأ بالبكاء ويتحرك بحزن وخوف في آن واحد ثم يبدأ في الحديث بصوت حزين )
الطفل/ كيف.. كيف أجعل أبي يفهم أني أحب القراءة نعم أنا طفل في العاشرة من عمري ولكن ما الذي يضره إذا قرأت وأصبحت مثقف لماذا يغضب دائما كلما رآني ممسكًا بكتاب وبصوت أكثر جديه.. دومًا أسمعه يهمس بينه وبين ذاته كلما تعلمت أكثر سأكون خطرًا على مكانته داخل الأسرة وبثوت حزين مخنوق وفي النهاية مزق لي كتابي وأعطاني هذه الكرة أني أبغض أبي وأحقد عليه عندما أكبر سأنتقم منه (وبصوت ساخر) أنا الآن ضعيف ولكن سأنتظر عندما أصبح قوي لأثور على سيطرة أبي والآن سأذهب لأصلح كتابي وأخفيه لأستمر بالقراءة .. (صوت تهليل وصفارات في الخلفية ينظر الطفل حوله) ما هذه الأصوات قد تكون المباراة النهائية (وبصوت طفولي) يا للروعة سأذهب لمشاهدتها (ويتحرك خطوة ثم يعود كأنه تذكر شيء ويفكر وهو ينظر للكتاب) لكن سأقوم بتصليح كتابي أولًا، (وقبل أن يذهب في الأتجاه الآخر يسمع صوت تهليل وصفارات مرة أخرى ويعود باتجاه المعاكس )ويقول فيما بعد أصلحه أرى المباراة اولًا (ويلقي الكتاب على الأرض على بؤرة الضوء ممزق ويهرول بعيدًا)، وهو يقول يجب أن أسرع لألحق بالمباراة
( بلاك ..)