الفصل السابع
عندما يأتيكم الخذلان من أكثر الأشخاص قربًا إلى روحك حينها ستصاب بالعمى، لا تستطيع الرؤية، ستفعل كل شيء، وأي شيء لتنقذ قلبك من نفاذ نبضاته، قد تقوم بأكثر الجرائم بشاعة دون أن تدرك أنك تهلك نفسك قبل إهلاك الآخرين.
ارتعد مسلم، ولم ينطق ببنت شفه، وسط صرخاتي التي لم تنتهى.
عندما نظرت بعينه، فنظرة الحب والعشق التي كانت تجعل عينيه تلمع كلما نظر لي تبدلت إلى مزيج من الخوف والحقد، أصبحت روحه تريد الهروب لأقصى مكان بالأرض المهم أن يكون بعيد عني، ولكن لن أسمح بذلك أبدًا فإذا لم يكن لي فلن يكون لغيري.
انتظرت، وكان بدوره ينتظر معي المجهول الذي لا يعرفه بعد حتى دقت الساعة الثانية عشر، سمعت طرقات الباب، أكاد أحزم أني استمعت إلى دقات قلب مسلم هو الآخر، الضيف الأول والأخير الذي سيزورنا في كهفنا الصغير.
فتحت الباب بإبتسامة باهته جعلت وجهها المشرق تغيب ابتسامته ثم قلت لها ادخلي مسلم بانتظارك.
دخلت مع ملاحظتي أن بيدها علبة صغيرة، كانت مترددة مع مزيج من الخوف، فور دخولها أغلقت الباب خلفها وقبل أن تصرخ من صدمة ما رأت أن مسلم مقيد بالسلاسل ضربتها على رأسها بالقفل الكبير فوقعت على الفور مغشى عليها مع وقوع العلبة وفُتحت أثر الوقعة فوجدت بها ساعة فضيه
مع توسلات مسلم أن أتركها فليس لها ذنب كان يزيد حقدي عليها أكثر أوثقتها هي الأخرى بالقيود، وأغلقت فمها بشريط لاصق حتى لا تصرخ حين إفاقتها، تكلم مسلم كثيرًا لكن لم أستمع لأي من كلماته فهناك ضوضاء بداخل عقلي تسوقني للجنون، لم أزيل عيني عنها أتاملها جمالها البريء، حظها السيء جعلها تقع في حب الرجل الوحيد الذي أخترته لنفسي، وما فعلاه بي لن يمر مرور الكرام أبدًا، لم استطع الإنتظار طويلًا حتى تفيق من تلقاء نفسها، أحضرت جردل مليء بالماء وسكبته فوق رأسها حتى أفاقت بشهقة عاليه ثم نظرت حولها بذعر مع تمتمة بفهما تحت الشريط اللازق، اقتربت من أذنها بهمس قلت: سأزيل هذا الشريط اللاصق ولكن بشرط إذا استمعت لصوتك البغيض لن أرحمك وسأقتلك في الحال اتفقنا ..
أومأت رأسها بالموافقة بعيون لا تحمل سوى الترجي أن أتركها وشأنها
وفور ازااتي للاصق قالت بصوت مهزوز: رجاء أتركيني ماذا فعلت لكِ؟!
ارحميني فأمي قعيدة وليس لديها أحد يراعها غيري
وانا امرر القفل بين يد وأخرى قلت لها: لا تقلقِ لست عديمة الرحمة إلى هذا الحد سأعتني بأمك لن أتركها بمفردها
بكت الفتاة بشدة حاول مسلم أن يتكلم، لكن كل مرة اسكته بنظرة من عيني
كانت عينه تبحث عن طريقة للخلاص من هذه القيود مع محاولاتها هي الأخرى بالتخلص منها دون فائدة
جلست بجوار مسلم ونمت على كتفه وقلت لها: أرايتِ أنه حبيبي أنا فهو ملكي منذ خمسة عشر عامًا كيف بثلاث مرات فقط قابلك امتلكتي قلبه
قال مسلم بتوسل: لم يحدث شيء لِم لا تصدقيني أنا مازلت أحبك ولا يوجد أحد بقلبي سواكِ
عدت لصرخاتي من جديد: لماذا هربت إذن؟!
حاول التكلم وقال: أخبرتك أنه الفضول الذي. ..
قاطعته واضعة يدي على فمه : لا تكذب من جديد
كانت تنظر لنا باكية بشدة بشهقات محاولة إيقافها خوفًا مني.
ثم نظرت لها وقلت له وأنا ممسكة بوجهها ماذا أعجبك بها هل شعرها الطويل الأصفر الممزوج بالبني إذن سأبدأ به أحضرت مقصًا وقصيت شعرها بطريقة عشوائية حاولت الفتاة الصراخ فوضعت الشريط اللاصق مرة أخرى حتى أنهيت المهمة بنجاح فأصبح شعرها أبشع ما رأيت حاول مسلم أن يجعلني أتراجع عن هذا، لكن تهديدي له أني سأقتلها جعله يتوقف، وكلما رأيت دموعه أزيد سخطًا عليها
ها هي الآن أصبحت بشعة، يجب أن تكون عبرة لكل من تحاول الأقتراب من اي شيء يخصني..