لا اعلم لماذا لم اتفاجئ يومها حينما نظرت إلى المرآة ولم أجد انعكاس صورتي فيها؟
لم أتعجب لأني اعرف حقيقتي؛ فأنا عربي فقط في شهادة الميلاد أشاهد كل يوم التلفاز، أنا على أريكتي المريحة، أتناول طعامي فأشعر بحزن عميق، دموع تنساب وينقبض الوتين فهذا صهيوني يقتل بدماء باردة وذلك يهدم بيوت، يخرب زروع حرب مدمرة وبلاد عربية تقاتل وتجاهد من أجل البقاء يستغيثون بعروبتنا للوحدة المحالة أترك طعامي وادعي الله لهم بالنصر ثم أمسك الريموت وأغير القناة وأتناسى الهموم والأحزان أمام مسرحية كوميدية، أضحك من قلبي وأتناول طعامي من جديد وأنهي قهوتي التي كادت أن تبرد وأغلق التلفاز وأذهب للنوم براحة دون التفكير بقهر أطفال سوريا بالمخيمات ولا أدنى مشاعر بقتل أطفال غزة ولا أبالي بفقر اجتاح بلادنا العربية بسبب الحروب والدمار وما يحدث من نهب وسرقات واستيقظ حتى من نومي بلا مزاج سيء ولا كوابيس تؤرقني فكيف لي الآن أن أرى صورتي وأنا بلا ملامح تُهيب ولا قوة تُشيب فأنا لست الفرعون القديم بشموخه وقوته التي كانت تهابه الملوك ولكن أصبحت مسخ أعيش من أجل نفسي وكل ما يهمني هى راحتي وطالما العروبة دُفنت فلن نرى صورة أو اسم يسجله التاريخ.