قولت له وأنا شاكك في كلامه:
– تمام يا مصطفى...
تقدروا تمشوا دلوقتي، وإن شاء الله قريب هنوصّل للقاتل.
سناء بصّت لمصطفى بتوتر وقالت:
– يارب يا بيه.
قولتلها وأنا برفع سماعة التليفون:
ويا ريت تسيبوا بصماتكم برّه، العسكري هيخدها منكم.
بعد ما مشيوا، كلمت أمين الشرطة، قولتله:
– يا أيمن، هبعتلك دلوقتي ٣ صور بطايق، وعايز الفيش والتشبيه بتاعهم.
هاتلي كل حاجة عنهم... من أصغر تفصيلة لأكبر معلومة... وبأسرع وقت.
رد وقال:
– متقلقش، نص ساعة وكل حاجة تكون عندك.
وفعلاً، بعد نص ساعة لقيته داخل ومعاه ملف.
خدت الملف منه، وقلتله وأنا ببص فيه:
– هااا، فيه حاجة لفتت نظرك؟
بصلي وقال:
– لا، الغفير مفيش عليه حاجة، متجوز بقاله ٥ سنين وعنده بنت وولد.
ومصطفى متجوز من ١٥ سنة، ومراته اسمها هند محمد علي، وعنده بنت عندها ٨ سنين.
أما سناء... دي الغريبة.
قولتله وانا يكمل قرايه في الملف - ليه؟
وقف وقالي وهو بيشاور على الملف – البطاقة بتاعتها مكتوب فيها إنها آنسة، والسجل المدني مفيهوش أي قيد جواز.
وكمان مفيش أي قيد ميلاد باسم عبد الرحمن مربوط بيها، ولا بمصطفى.
قلت وأنا لسه بقلب في الملف:
– مش دي بس الغريبة، ده أنا سألتهم وقالولي ماعندهمش غير عبد الرحمن.
ومين هند دي كمان لازم نشوف عنوانها ونجيبها
رنيت على العسكري وقولتله:
– هاتلي مصطفى وسناء فورًا.
وفعلاً، بعد نص ساعة، دخلت سناء وهي بتعيّط:
– إيه يا بيه؟ عرفتوا مين قتل ابني؟
قمت ووقفت قدامها وقلت:
– ياريت يا سناء تكوني صريحة معايا... تعرفي واحده اسمها هند ؟
وشها اتغيّر وقالت بسرعة:
– لا لا، يا بيه... معرفش.
قلت وأنا مضايق:
– إنتي متجوزة من إمتى يا سناء؟
قالتلي بعد ما فكرت شوية:
– من حوالي ٦ سنين.
قلت وأنا راجع أقعد على المكتب:
– غريبة... بطاقتك مكتوب فيها "آنسة".
قالتلي بتوتر:
– نسيت، أيوه يا بيه، نسيت أغيّرها.
قولتلها وأنا متعصب:
– ونسيتي كمان تعملي عقد جواز أصلاً؟!
السجل المدني مفيهوش أي حاجة بتقول إنك متجوزة.
قالتلي وهي بتعيّط:
– مش عارفة والله، يمكن غلطة! بس أنا متجوزة.
ببص في الملف تاني وقلت:
– بس جوزك قال إنه متجوز من ١٥ سنة، وده فعلاً اللي متسجّل عندي، ومراته اسمها هند، وعنده بنت منها.
إنتي لا اسمك متسجّل، ولا عبد الرحمن ليه أي وجود في السجلات.
عيطت بهستيريا وقالت:
– معرفش يا بيه! معرفش إزاي كده.
قولتلها وأنا متعصب أكتر:
– أمال مين اللي يعرف؟! فين جوزك دلوقتي؟
قالتلي:
– سافر علشان ياخد أجازة من شُغله وييجي.
قولتلها بزهق:
– أنا مضطر أتحفّظ عليكي لحد ما جوزك ييجي ونفهم كل حاجة، لإن واضح إن فيه لغز كبير... وإنتي ومصطفى مخبّيين حاجات كتير أوي.
رنيت على العسكري، أول ما دخل قولتله:
– خد سناء على الحجز.
قعدت تعيط وتقول:
– حرام عليك يا بيه! مش كفاية عليّا موت ابني؟!
قولت وأنا ببص في الملف تاني:
"لازم أجيب هند وأحقق معاها... يا ترى مصطفى فعلاً متجوزها؟ ولا فيه حاجة أكبر من اللي ظاهر؟"
وأنا لسه سرحان، لقيت التليفون بيرن، رفعت السماعة بسرعة وأنا مركز.
قولت:
"أيوه... مين معايا؟"
لقيت صوت راجل بيقولي بهدوء:
"معاك المقدم كريم سامي من مباحث القاهرة، عندنا بلاغ بجريمة، وبعد الفحص الأولي النيابة شافت إن أصل الواقعة عندكم... ولازم يتم استكمال التحقيق عندكم."
قمت وقفت وقولت:
"تمام يا فندم... تقصد أن الجريمة حصلت في نطاقنا؟"
قال:
"بالظبط. الجريمة تخص الطفل عبد الرحمن. ابتدينا إجراءاتنا بعد البلاغ اللي وصلنا من مُدرسة ، بس بعد ما ظهرت تفاصيل أكتر، النيابة قررت تحويل القضية لدائرتكم لأن الواقعة تمت في تلا."
قاطعته بسرعة:
"آه... أنا فعلاً ماسك القضية دي، بس ماكانش عندنا فكرة عن البلاغ اللي جه عندكم."
رد وقال:
"هتعرف كل حاجة أول ما توصلكم الأوراق الرسمية، والنيابة قررت كمان ترحيل المتهمين والشهود لدائرتكم، علشان تكمل التحقيق."
قولتله:
"تمام يا فندم، أنا مستني"
قفلت السماعة، وقعدت على الكرسي تاني، وعنيا لسه على الملف.