صديقتي الحبيبة،
لقد تغيّرتُ يا رفيقة الدرب. لم أعد أتشبّث بمن يهجر فؤادي، ولا أشتاق إلى من ترك يدي في منتصف الطريق. حتى التعلّق بمن خذلني... قد توقّف.
أتتذكّرين كم ذرفتُ الدمع حين تركوني خلفهم دون أن يشعروا بتأنيب الضمير؟ لم أعد أشعر بالألم من أجلهم. كلّ ما في الأمر أنّه حين يرحل أحدهم اليوم، أبتسم، وأدلّه ـ دون حاجة للكلمات ـ على طريق الرحيل.
أجل، أعاني وأبكي، لا أنكر، ولكن ليس من أجلهم... بل من أجل نفسي التي أحبّتهم بصدق، ومن أجل قلبي الذي كان يتغاضى عن أخطائهم. وفي النهاية، تُركتُ لأسباب واهية، فقط ليرتاح ضميرهم... لا أكثر.