الجزء الاخير
قلت وأنا بفكر: "وعملت كده؟"
قال وهو مخنوق: "والله ماكنتش عايز، ورفضت. بس هي عيطت وقالت إن أمها وأخوها مش واقفين معاها، فلو أنا كمان ما وقفتش… يبقى هتموت نفسها. وافقت… على أساس أهدده بس."
قلت له: "وبعدين… إيه اللي حصل؟"
قال وهو موطي: "اتصلت بيه. في الأول رفض ينزل، وقال إن الوقت متأخر. لكن أنا صممت، وقلت له لو مشيت كده ممكن أعمل حادثة. وقلت له كمان إني اشتغلت وبقي معايا فلوس، وهديله اللي عايزه. لما لقاني مصمم… نزل."
قلت وأنا باصص له:
"وساعتها هي نزلت كمان؟"
قال والدموع نازلة من عينيه:
"أيوه… وهو كان بيبص على الموتوسيكل، جات هي وادتني السكينة، وزقتني عليه. ساعتها قولتله: مش هتوافق تزوّجني بنتك؟ أنا بقيت شغال!
قالي من غير ما يبصلي: انسَى يا صايع.
ما حسّيتش بنفسي غير وأنا بطعنه بالسكينة في ضهره. والله يا بيه… ماكنتش عايز أقتله، هي السبب!"
قلت له بحزم:
"كل واحد فيكم هياخد جزاءه… متقلقش."
بعدها أمرت بحبس موبي على ذمة القضية. وجبنا فريدة اللي كانت واقفة برّه.
واجهناها بكلام موبي… أنكرت في الأول. ومع الضغط، واعترافه قدامها، انهارت واعترفت بكل حاجة.
وتحوّلت أوراقهم للنيابة العامة استعدادًا ليوم المحاكمة.
يوم المحاكمة
قبل المرافعة، وقفت فريدة وقالت:
"أنا معترفة يا سيادة القاضي إني غلطت… بس هو كمان كان يستاهل إنه يموت! كان بخيل علينا في كل حاجة، عمره ما حضنّا، ولا اهتم بينا. دايمًا ضرب وشتيمة.
ولما لقيت واحد يحبني بجد ويخلّصني من الحياة دي… رفضه، رغم إنه اتقدم كتير علشان يثبت إنه عايزني.
كان معيشنا حياة كلها رعب وخوف من الضرب والإهانة.
أنا مش ندمانة يا سيادة القاضي… هو اللي خلاني أتمنى موته كل يوم."
ردّ القاضي:
"لو كل واحدة قتلت أبوها لأنه ضايقها يا فريدة… هنبقى عايشين في غابة! إحنا في بلد قانون."
وبعد المداولة…
كان النطق بالحكم:
حكمت المحكمة حضورياً:
أولًا: على المتهم محمد جلال الشهير بموبي، بإحالة أوراقه إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه
ثانيًا: على المتهمة فريدة محمد عثمان، وعملاً بأحكام قانون الطفل، بإيداعها في مؤسسة عقابية مخصصة للأحداث لمدة خمسة عشر سنة، مع إخضاعها لبرامج تأهيلية ونفسية واجتماعية داخل المؤسسة، ووضعها تحت المراقبة لمدة سنتين من تاريخ الإفراج عنها.
رفعت الجلسة…