تعلمت أن الحياة لا تهدينا ألوانها كما نظن، بل تكتفي بلونين أبيض، وأسود.
كلما ظننت أن لونًا دافئًا بدأ يتسلل إلى عالمي، اكتشفت أنه ضباب، سرعان ما يتبدد، فيترك خلفه رماد.
الحياة تشبه السراب، تراها أمامك واضحة، تمد يدك نحوها، فتفلت.
والأشخاص فيها كالساعة الرملية؛ كلما حاولت أن تمسك بهم، انزلقوا من بين أصابعك، بلا أدنى مبرر.
وإذا ما تمسك بك أحدهم، واعتقدت لوهلة أن الحياة بدأت تتلون...
فلا تنخدع.
فأحيانًا، لا يمسكون بك حبًا، بل حاجة، لا يبحثون عنك، بل عن لون تائه يلون أيامهم الباهتة، مستغلين سذاجتك
وحين ينتهون منك، يتركونك في الفراغ، تعود كما كنت، وحيدًا أمام مرآة الحياة...
ترى وجهك في انعكاس باهت: أبيض وأسود، بلا ألوان.