صديقتي الحبيبة،
لا أدري متى كبرت، وكيف أصبحتُ أمًّا. ما زال قلبي يقف في مكانه، حين كنتُ طفلة تضع لي أمي الشريطة الحمراء في جدائل شعري.
أمكث بروحي في الماضي البعيد، في منزلنا القديم، وعروستي التي لم تكن تفارق حضني أثناء النوم.
أستمر في الطريق، وإن كنتُ أتقدّم وأخطو نحو عمرٍ أنضج، وحياةٍ أهدأ، أجلس مثل الكبار، بكتاب وفنجان قهوة، أشاهد ضوء القمر من خلف النافذة.
ولكن الحقيقة أني لم أتقدّم. ما زلتُ صغيرة، أريد النوم بجوار أمي مع إشعال الضوء في الغرفة حتى أغفو.
أنتظر هناك، حتى يعود أبي من الخارج ليعطيني الحلوى.
أُلمح صورتي تطير فرحًا حين نذهب إلى الحديقة، نلعب ونمرح ونتسابق إلى الأرجوحة.
ها أنا ألعب دور الكبار، وأتناول رشفة من فنجان قهوتي، وفي الحقيقة... لم أحب القهوة أبدًا.