قال بصوت عالي ومتوتر:
ـ يا بيه، أنا ماعملتش حاجة! أنا كنت على القهوة، أنا بريء!
وقعد يزعق جامد، والعسكري بيحط الكلبشات في إيده وواخده.
بعد ما مشي، لقيت عسكري تاني جاي وبيقولي:
ـ الست اللي ساكنة فوق الدكان يا أفندم مش لاقيينها خالص، اختفت، وبنخبط عليها محدش بيفتح.
قولتله:
ـ بقولك، أم سعد لسه بره.
قالي وهو رايح عند الباب:
ـ هشوفها يا أفندم.
شوية، ولقيت العسكري داخل ومعاه أم سعد، وقاللي:
ـ كانت هتمشي يا أفندم، جبتها وهي على باب القسم.
قالتلي وهي بتنهج:
ـ في جديد يا أفندم؟ عرفت مين قتل ابني؟
قولتلها وأنا قايم:
ـ متقلقيش يا أم سعد، بس قوليلي، مفتاح الشقة اللي فوق المحل بتاعكم معاكي؟
قالتلي وهي بتبص في الشنطة اللي معاها:
ـ معايا يا بيه، بس مش عارفة... يمكن تكون غيّرت الكالون.
قولتلها:
ـ هنشوف. تعالي معايا مشوار لحد الشقة، محتاجين نعرف شوية حاجات يمكن توصلنا للقاتل.
وفعلاً رحنا الشقة، وطلع إنها فعلاً غيّرت الكالون، فاضطرينا نكسر الباب.
دخلنا، كانت الدنيا ضلمة، وفتشنا في الشقة كلها.
ولما دخلت أوضة النوم، لقيت الدولاب مفتوح وكانت واخدة هدومها كلها.
وأنا بفكر: يا ترى إيه اللي خلاها تاخد هدومها كلها كده وتمشي؟
لقيت عسكري بيقولي:
ـ لقينا الإسدال ده يا أفندم في طبق الغسيل في الحمام.
ببص، لقيت الإسدال عليه بقعة دم.
قولتله:
ـ حرّز عليه، ولما نروح القسم خده للطب الشرعي، يفحص إذا كان الدم ده مطابق للقتيل ولا لأ.
لفينا شوية في الشقة، مكنش فيها أي حاجة ملفتة غير الإسدال وهدومها اللي مش موجودة.
بصيت لأم سعد وسألتها:
ـ هي صاحبة الشقة ليها قرايب أو معارف ممكن تروحلهم؟
قالتلي وهي بتفكر:
ـ أهلها عايشين في سبرباي، رُحت هناك مرتين يا بيه.
قولتلها باستغراب:
ـ ورُحتي ليه عند أهلها؟
قالتلي:
ـ كنت بربّي بط، وفي مرة شوفتها في السوق، قولتلها، وهي قالتلي إن أهلها عايزين واحدة، فجيت في يوم أجبّهالها، ملقتهاش، فكلمتها، ويومها قالتلي على العنوان، فرُحت.
قولتلها:
ـ والمرة التانية؟
قالتلي بضيق:
ـ كانت كل يوم والتاني تتخانق مع ابني ومزهقاه، فرُحت أشهد أهلها عليها.
قولتلها وأنا حاطط إيدي على دقني:
ـ ولما كلمتيهم، قالولك إيه؟
قالتلي وهي بتتنهد:
ـ والله يا بيه، معرفتش آخد منهم لا حق ولا باطل، وقالولي إن مالهمش دعوة بيها، وكل علاقتهم بيها الزيارة اللي بتعملها ليهم كل شهر وفي المناسبات وخلاص.
قولتلها وأنا بطلع دفتر صغير من جيبي وقلم:
ـ ياريت تمليني العنوان بالضبط، وبعدها تقدري تمشي. وفي أي وقت أحتاجك، ياريت تيجي بسرعة.
هزت راسها ومَلتني العنوان، ومشيت.