المشهد السابع
إضاءة باهته على المسرح ثم إضاءة قوية على رامي وهو يدخل المسرح بخطوات واثقة.
رامي (يدخل المسرح واضعًا يده في جيبه، بحماس)
أخيرًا النهارده! مقابلتي مع البنت اللي بقالي شهر بكلمها.
ياااه… أحلى حاجة إنها غنية زَيي، وعندها فولورز كتير.
ده إحنا هنعمل شوية فيديوهات عنب… شهرة بقى وشياكة وحركات.
(تدخل فتاة ترتدي فستانًا بسيطًا، شعرها أسود، تمشي بخجل وتقف خلفه بهدوء)
الفتاة (بصوت منخفض)
رامي…
(يلتفت فجأة، يبتسم)
رامي: حسناء! إيه الجمال ده؟ أخيرًا شفتك!
حسناء (بخجل، تنظر للأسفل)
عارف إن أهلي صعبين… أنا خرجت النهارده بصعوبة… بس كان لازم أشوفك.
(رامي يمسك يدها بلطف)
رامي: متقلقيش… أنا هاجي أخطبك قريب.
بس... بلاش نضيع وقت.
تعالي نعمل تيك توك سوا!
حسناء (تلتفت حولها بتوتر)
بس أنا مش عايزة أتأخر…
رامي (يلعب في شعرها)
متخافيش… بس بقولك، مفكرتيش تغيّري لون شعرك؟ علشان يبقى استايل عالمي كده؟
(حسناء تمسك شعرها دون رد، تتردد)
(فجأة يدخل شاب طويل، في الثلاثين، غاضب)
أيمن: كنت حاسس إنك مصممة تنزلي النهارده! ده وراه حاجة…
أنا هربيكي!
(حسناء تفزع وتتراجع للخلف)
حسناء (بخوف): أيمن؟!
أيمن (يقترب منها، بعنف):
أيوه… أيمن، يا فاجرة!
(يصفعها على وجهها بقوة)
رامي (بغضب):
إنت مين وبتضربها ليه؟!
أيمن (ينظر له بغضب)
أنا أخوها… وأنت شكلك اللي ضاحك عليها!
(يهجم على رامي ويضربه وسط صراخ حسناء)
(بعض الشباب يتجمعون من بعيد، يخرجون هواتفهم، يصورون المشهد، يضحكون، ثم يرحلون)
(ايمن يشد حسناء وهي تصرخ ويخرج بها من المسرح)
(رامي يسقط أرضًا، يحاول النهوض، يمسك قدمه)
(يخرج موبايله من جيبه يحاول الاتصال بعدة ارقام ولكن جميعهم خارج نطاق الخدمه
على يدخل المسرح وواضح الحزن الشديد على ملامحه)
رامي (بألم):
علي… علي الحقني، رجلي شكلها اتكسرت…
تعال بس، صورني الأول علشان أنقل التفاصيل دي للفولورز بتوعي…
علي (بيصرخ):
أختي ماتت يا رامي!
رامي (ينظر له بدهشة، يحاول الجلوس بصعوبة):
ماتت؟!
علي (بحسرة):
أيوه…
بنت مكملتش ١٥ سنة… دخلت شات مع ناس همهم يبيعوا البنات…
كانت متدينة، الناس كلها بتحلف بأخلاقها…
بس... انتحرت لما واحد ابتزّها بصورها.
وإنت السبب!
رامي (يحاول تهدئته، يتكلم ببطء):
بس… ممكن نجيب رقمه، نفضحه على النت، نعمل حملة…
علي (ينفجر فيه، يركله وهو يصرخ):
نت؟! نت إيه يا بني آدم؟!
بقولك ماتت!
هيفيد بإيه؟!
انت السبب ياريتك كنت انت اللي مت
(رامي يحاول أن يرد، يصرخ):
أنا عرضت عليك الفكرة، إنت اللي وافقت…
كان ممكن ترفض…
كان ممكن تقول لا…
أنا ما غصبتكش!
بس انت كنت من جواك مستني اللي يريح ضميرك!
كنت مستني اللي يقولك تمام وبرافو سيبها تكمل
علي (ينهار وهو يضربه برجله):
اسكت… اسكت!
(يجلس على الأرض، رأسه بين يديه، يبكي بحرقة)
ولا اقولك متسكتش أنت معاك حق أنا السبب…
أنا اللي قتلت أختي…
كنت شايفها بتسهر… بترقص…
وسكت…
بعمل نفسي مش شايف…
أنا القاتل!
أنا اللي قتلت أختي… بإيدي!
طمعي وجشعي هم اللي قتلوها مع بكاء
(صوت انفجار رصاص فجأة – صوت فلاش باك – أصوات أزرار كيبورد)
(الإضاءة تنسحب تدريجيًا حتى الظلام التام)