صديقتي العزيزة،
أخبرتكِ يومًا أني أصبحت قادرةً على التخلي بشكلٍ مرعب، فمن كان يومًا يسكن قلبي، اليوم لا أذكر حتى اسمه.
ولكن، أتعلمين؟ كلُّ شخصٍ مرَّ بحياتي، ودخل قلبي، وأرغمني على نزعه، أفقدني شيئًا مهمًا بداخلي.
فقدتُ روحي، ونبضات قلبي الملهمة، وخسرتُ الكثير من بهجتي، ولم تعد ابتسامتي كما كانت.
أصبحتُ شخصًا لا أعرفه، ولا أريد معرفته يومًا.
قلبي أصبح كورقة خريفٍ هشّة، مجرّد ريحٍ خفيفةٍ كفيلةٌ بأن تُسقطها، لتنكسر وتختلط بطيات التراب، حتى إذا جاء القليل من المطر، اختفت ملامحها، ونسي الجميع أنها كانت يومًا ورقةً خضراءَ عافرت وقاومت السقوط.
لكنّ هناك لحظةً مخيفة... نسمةُ هواءٍ بسيطةٌ قد تنهي حياتي،
فليس كلُّ من يعيش وتنبض دقاته حيًّا حقًا.
ها أنا أمامكِ أتنفّس، والحقيقة أني فقدتُ حياتي منذ سنين.





































