آخر الموثقات

  • المتحدثون عن الله ورسوله
  • قصة قصيرة/.المنتظر
  • قصتان قصيرتان جدا 
  • سأغير العالم
  • كيف تعلم أنك وقعت في الحب؟
  • التأجيل والتسويف
  • فأنا لا انسى
  • احترام التخصص
  • 2- البداية المتأخرة لرعاية الفنون والآداب
  • يعني إيه "الاحتواء"؟
  • يا عابرة..
  • رسائل خلف السحاب
  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة هند حمدي
  5. أمل (قصة)

داخل إحدى المستشفيات النفسية بمنتصف الليل، صرخة عالية ، سارع الأطباء والممرضات إلى غرفة رقم خمسة حيث حاولت "أمل" الانتحار، فتاة سمراء في الثلاثين من عمرها أحضرها والدها منذ خمس سنوات؛ فقد حاولت الانتحار ثلاث مرات بقطع شريان يدها، فلم يكن أمامه بد من إيداعها بمصحة نفسية؛ لإنقاذ ما بقى من روحها اليائسة، دماء ملأت المكان، ملامح يد تلطخت باللون الأحمر مع شهقة الممرضات؛ فهذه هي المرة الخامسة بداخل المستشفى التي حاولت الانتحار فيها، نجحت الممرضات في إنقاذها المرات السابقة، أما هذه المرة فهل تنجح هي في إنهاء حياة لم تردها يومًا؟ حملوها سريعًا مع استدعاء الطوارئ، سكين بلاستيك مكسور شق طريقه للشريان فقطعه؛ فقد وهن وأصبح من السهل اختراقه بعد المحاولات العديدة لاختراقه سابقًا؛ عندما يضرب اليأس حياتك تصبح شخصًا هشًّا من السهل تحطيمه، تنكسر لتجد نفسك تائهًا بدوامة لا نهاية لها، تريد أن تتخلص من ألم روحك فهو أقوى بكثير من ألم الجسد، تضعف قواك، وتكون حينها الضربة القاضية.
مرت ساعة تلو الأخرى صارعت الموت، ملامح باهتة من ماضٍ مؤلم، سمعت صوتها وهي تصرخ: "لا تتخل عني، تعلم أنني سلمتك نفسي وروحي؛ لأني أحبك.." توقف القلب لثوانٍ كأنها سنوات، اضطراب بغرفة العمليات، محاولات لإنعاش قلبها عدة مرات، أحتاجت لنقل دم، فقد خسرت من دمائها ما هو فوق المعتاد، سارعت الممرضات لإحضار أكياس الدم، فالمريضة جاهدت ضد روحها، وميض دخل عينيها..
"لا أستطع التخلي عن نفسي؛ فأنتِ مني، حاربتُ وأنتِ تعلمين، خسرت وأنتِ اول الشاهدين والآن وجب عليَّ الرحيل.. عادت النبضات زاهدة في الحياة، أنتهت العملية بشق الأنفس مع احتمال عدم استطاعتها تحريك كفها مرة أخرى، مر يومان ولا زالت بغيبوبة، فتحت عينيها فإذ بالظلام عم المكان، هل فقدت البصر أم حل المساء؟!
لم تتذكر حينها ما حدث، لِمَ تشعر بوخز بكفها؟
أغمضت عينيها ؛ فتعبها كان أقوى من أن تفكر وتتذكر ما الذي أوصلها لهذه الحالة؟
أتت إشراقة الصباح على ضي الشمس أعطت أشعتها الذهبيه لها املًا فقدته من سنين. دخلت الممرضة ونظرت إليها بعينين مشفقتين: ألم يكفِ يا أمل؟ لقد تعبت روحك ووهن جسدك من ضياعك.
بابتسامة ممزوجة بألم أجابت: لقد ضعت منذ دهر، وإذا قلت يومًا أني نسيته فهذا معناه أني أشتاق إليه أكثر.
سقطت دمعة من عينيها تحمل شجنًا أصمًّا.
الطبيب: أنا آسف يا أستاذ أحمد ابنتك مستسلمة جدًا.
الأب: وما الحل هل سنفقد الأمل؟
الطبيب: الأمل موجود إن شاء الله، سنحاول قدر إمكاننا، دعنا نفعل ما اتفقنا عليه من شهر مضى عندما تتعافى هذه المرة.
مر شهرٌ وأمل على حالها لا تخرج من غرفتها تتأمل الحديقة من النافذة كل يوم بوجه تعيس، ذكريات مؤلمة تلا حقتها، لا ترى أشجارًا ولا زهورًا خلف النافذة ولكنها الذكريات التي تجعلها تفكر في الانتحار.
"شريف… أنا حامل. لا ترحل أصبحنا اثنين، لا تتركني أخوض التجربة وحدي.."
فتحت عينيها نظرت حولها بعيون زائغة باحثة عن أداة الانتحار القادمة.
مع رنة هاتف قديم يرفع الأب الجوال،
الطبيب: لقد حانت اللحظة يا أستاذ أحمد.
الأب: حسنًا يا دكتور سأكون معه بالمستشفى بعد ساعة من الآن.
دخلت الممرضة لغرفة أمل وجدتها كما هى نظرات زائغة إلى النافذة تارة، وتارة لمحتويات الغرفة.
الممرضة: أمل.. اليوم وافق الطبيب أن تجلسي في الحديقة قليلًا.
تنتبه أمل وذهبت معها بخطوات ثابتة.
جلست على مقعد أمام إحدى الأشجار، وجلست الممرضة بجوارها.
قالت بانفعال وتوتر: أريد أن أشرب.
قامت الممرضة لإحضار الماء.
أسرعت وألتقطت بعض العصي الحادة الصغيرة المتساقطة من فروع الأشجار، وخبئتها بملابسها وجلست كما كانت قبل عودة الممرضة.
وعادت بخيالها لذكريات جعلتها تصر على قرار إنهاء حياتها..
"لا أريد طفلًا يقف في طريق طموحاتي كالعقبة، تخلصي منه واتركيني، سأرحل ولن أعود لا تنتظريني.. لا ترحل، بعدك عني موت، بل أصعب من الموت"
فاقت من ذكرياتها على كف صغير ربت على كفها المطوي بشاش أبيض.
نظرت إليه فإذ هو طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره، ذو عيون سمراء واسعة، وابتسامة خفيفة كافية لأن تنير العالم بأسره.
نظرت إليه بتعجب متسائلة: من أنت؟!
مال الطفل برأسه ولا زالت ابتسامته تنير وجهه الأسمر: أنا آدم، هل كفكِ يؤلمك؟
أبتسمت بحزن: ليس أكثر من ألم روحي.
اختفت ابتسامته وأردف قائلًا: أخبرني جدي يومًا أن روحنا تسعد عندما نرى من نحب.
أمل: أنا لا أحب نفسي فكيف يحبني الآخرون؟
آدم: ألا ترين الأشجار والأزهار وحتى الشمس كيف يبتسمون؟
أمل: كيف ترى ذلك؟ إني أراهم يبكون.
آدم: كيف تكونين حزينة، وأنتِ من أنجبتِ السعادة؟
نظرت أمل له بتعجب وتأمل،
ورأت بعينيه طفلًا رضيعًا..
"-يا ابنتي ليس لابنك ذنب لكي تحرميه من حنان أمه.
-تخلى عني والده، وأنا بدوري أتخلى عنه، لا أريده. -ولكن..
-لا تزد، لا أريده، وإذا تركته معي سأقتله وأقتل نفسي.."
وقد أفاقت من هجمة ذكرياتها: من أخبرك بهذا فإنه كلام أكبر منك؟
آدم: جدي أخبرني أنكِ عندما أنجبتِني وهبتِ لي كل السعادة التي بداخل قلبك فلم يتبقَ لديك سوى الحزن.
مد آدم يده لأمل..
آدم: الآن أمسكي يدي، سنخرج معًا وأعطيكِ جزءًا من السعادة التي وهبتِها لي.
أمل: أخاف أن أسقط.
آدم: سأكون سندًا وقت اللزوم.
أمل: ربما أضل الطريق.
آدم: سيكون جدي مرشدنا معًا.
أمل: قد أضعف وأتخلى عن حياتي.
آدم: ستكونين أقوى ما دمت تتمسكين بيدي.
أمل: وإذا تخليت أنت عني.
آدم: هل تستطيع السعادة أن تتخلى عن روحها؟
أبتسمت أمل وشعرت لأول مرة منذ سنين أن فؤادها يرى ضحكة الشمس وسعادة الأشجار ورقص الزهور،
مدت يدها ومسكت كفه الصغير بقوة وسارت معه بالحديقة، وسقطت العصي من ملابسها دون أن تشعر مع سرده كل القصص والكتب التي قرأها له جده والسعادة التي تنتظرها بالخارج والأماكن المؤجلة منذ سنين لكي يستمتعا بها معًا.
مرت ثلاثة أشهر لم تحاول أمل فيها الإقدام على الانتحار، بل كان كل يوم هو بمثابة أمل وحياة جديدة تنتظر فيها آدم، السعادة المخلوقة على هيئة طفل صغير.
ابتسامته وكلامه المنمق الذي اكتسبه من سماع القصص من جده أعطى روحًا جديدة لأمل،
واليوم موعد خروجها من رحم التعاسة لميلاد جديد، ستخرج من ضيق الظلام لراحة النور.
"سيمسك يدي ولا يفارقني، سيغمرني بسعادته،
ستمدني طاقته بأنغام حياة تمنيت دومًا أن أعيشها" فاقت من شرودها على صوت آدم:
هيا بنا يا أمي نكتشف العالم السعيد سويًّا..

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333997
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189901
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181506
4الكاتبمدونة زينب حمدي169753
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130967
6الكاتبمدونة مني امين116786
7الكاتبمدونة سمير حماد 107830
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97903
9الكاتبمدونة مني العقدة95016
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91775

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
2الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
3الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
4الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
5الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
6الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
7الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
8الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
9الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
10الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14

المتواجدون حالياً

1605 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع