خرج وفضلت قاعد أفكر... الخيوط كتير، وكل كلمة بتفتح باب جديد. بس الواضح إن حياة سامي كان فيها جوانب محدش كان عارفها غيره.
قمت علشان اروح لاني كنت تعبت جدا وانا ماشي قولت للعسكري: اول حاجه تعملها بكره تجيبلي صاحب حضانه المستقبل لأن دي آخر مكان هو اشتغل فيه يمكن يعرفه اي معلومات تفيدنا
بصلي وقالي: حاضر يا فندم بكره أن شاء الله هتيجي هيكون موجود
روّحت البيت، ورغم إني كنت هموت من التعب، دماغي ما بطّلتش تفكير. إزاي واحد كل الناس بتجمع إنه معندوش مشاكل ولا عداوة مع أي حد يموت بالطريقة البشعة دي؟!
ورغم أننا دورنا كتير اوي في كل حتة في المنطقة، وفتشنا كل صناديق الزبالة يمكن نلاقي أداة الجريمة أو أي جزء تاني من الجثة. بس للأسف، مفيش حاجة ظهرت غير الذراع اللي عليه الوشم. غير كده، ولا كأن في جريمة حصلت، ولا أي أثر تاني يودينا للقاتل.
الصبح، رجعت المركز، لقيت واحدة ست واقفة بره المكتب . دخلت وأنا مرهق، والعسكري دخل ورايا وقالي:
ـ "مديرة حضانة المستقبل يا أفندم، طلعت واحدة ست. وأنا رحت زي ما حضرتك قولتلي وجبتها، وهي اللي واقفة بره."
قلتله وأنا بقلع الجاكيت:
ـ "تمام، يا ريت تجيبلي قهوة، وخليها تدخل."
رد وهو ماشي:
ـ "تمام يا أفندم."
دخلت بنت، عاملة شعرها كحكة وميكب خفيف. شكلها صغير أوي على إنها تكون مديرة حضانة، وهدوءها زوّد استغرابي. كانت واقفة وعينيها في الأرض، كأنها خايفة أو مش على طبيعتها.
قولتلها علشان متتوترش:
ـ "تعالي، اتفضلي، متقلقيش خالص. إحنا هنسألك سؤالين تلاتة بس، وهتمشي."
بصتلي وقالت بصوت واطي:
ـ "هو فيه حاجه حصلت يا أفندم؟ العسكري جه الصبح الحضانه وقالي القسم عايزني، بس مرداش يشرحلي الموضوع."
ابتسمت وأنا بحاول أهديها:
ـ "متقلقيش، شوية أسئلة بسيطة وهتروحي."
قالت بسرعة :
ـ "تراخيص الحضانة وكل أوراقها سليمة، ولو حضرتك محتاج تتأكد أجيبلك كل الملفات دلوقتي."





































