قولتلها وأنا راجع المكتب:
«طيب... قتلتوه إزاي بقى يا منال؟»
صرخت:
«لا يا بيه! أنا ما قتلتوش والله. أنا ساعدتها بس. يوم الخميس سرقت مفتاح الشقة وجبتلها مخدر وساطور من عند أبويا لأنه جزار. يوم الجمعة الصبح رحت خبّيت الحاجات في المكان اللي اتفقنا عليه عشان ما يشوفهاش وهى راحه. وبعدين لقيتها بتتصل بيا. لما رحت لقيت أكياس سودا كتير. قالتلي: "هنرميهم في أماكن مختلفة". أنا خدت نصهم ورميتهم، وهي خدت الباقي. بس والله يا بيه أنا ما قتلتوش».
قولتلها وأنا برن على العسكري:
«إنتي ضيّعتي نفسك يا منال. على العموم هنجيب سلمى تاني ونكمل التحقيق».
ولما العسكري دخل، قولتلّه:
«خد منال على الحجز بسرعة... وهاتلي سلمى من الحضانة».
وفعلاً سلمى جت وواجهتها باللي منال قالته كله.
في الأول قالت إن منال بتفتري عليها، بس مع الضغط قالت بصوت واطي: «هو كان يستاهل. أنا كنت عايشة مبسوطة مع جوزي لحد ما ظهر في حياتي تاني.»
قلت لها باستغراب: «تاني؟! إنتِ كنتِ تعرفيه قبل كده؟»
قالت ودموعها نزلا: «أيوه. أول ما اتخرجت اشتغلت في حضانة، وهو كان السواق برضه. واعترفلي بحبه واتقدم ليّ ، بس أبويا رفض لأنه كان وقتها اتطرّد من الشغل لأنه مش بيواظب ومش معاه فلوس. أنا بعدت عنه واتجوزت ونسيت.»
قلت لها: «بس إزاي اتقابلتوا تاني؟ كملّي.»
قالت: «لما فتحت الحضانة لقيته جاي يقدّم في الشغل، ماكنش يعرف إني صاحبت المكان، ووافقت أشغله. يا ريتني ما وافقت، لأنه رجع يكلمني ويقولي إنه عمره ما نسيني ولسه بيحبني. ضعفت — وأنا عارفة إني غلطت — لكن والله ندمت.»
قلت لها بضيق: «ومقطعتيش علاقتك بيه لما ندمتي؟»
قالت وهي بتعيط: «كل ما يشوفني كان يطلب فلوس، بس أنا ندمت وقررت أتوبّ، وأرجع سلمى الشريفة اللي بتحافظ على جوزها. لما عرف قراري وإنّي مش هشوفه تاني هددني وطلع مصوّرني، وكان هيبعت التسجيلات لجوزي لو ما مرّحتش كل جمعة وكمان اديله كل الفلوس اللي عايزها. والله مش بكذب — عندي موبايله وفيه كل الفيديوهات.»
قلت لها وانا بكتب: «علشان كده قررتي تقتليه؟ وليه قطعتيه كده؟»
قالت: «حطيتله المخدر في العصير، وأول ما اتخدر قطعته علشان نرمي كل جزء في مكان مختلف علشان محدش يلاقي الجثة، ومحدش يكشفنا
قلت لها وأنا بتنهّد: «فين الموبايل يا سلمى؟»
فتحت شنطتها وإيدها بترتعش، وقالت لي: «أهو... شوفه لو مش مصدقني عليه كل حاجة. أنا كنت ناوية أتخلص منه بس نسيته في الشنطة. والحمد لله إني نسيته علشان تعرف قد إيه هو إنسان حقير ويستاهل الموت ألف مرة.»
خدت منها الموبايل واتحفظت عليه، وسلمته للعسكري وقلت له: «خد سلمى على الحجز لحد ما تتعرض هي ومنال للمحكمة.»
ويوم المحكمة جت لحظة قرار القاضي،
وقال: «بعد الاطلاع على الأوراق والفيديوهات اللي كان المجني عليه بيهدد بيها المتهمتين، وسماع المرافعات… حكمت المحكمة حضورياً على المتهمتين سلمى محمد ومنال السيد بالسجن المؤبد، عمّا أُسند إليهما من قتل عمد مع سبق الإصرار، وإخفاء جثة المجني عليه، وما ارتبط بيها من جرائم.»
رفعت الجلسة.





































