صديقتي الحبيبة،
انتهيتُ الآن من رسالتي إليكِ،
الرسالة المئة وواحدة التي ما زلتُ أتردّد في إرسالها.
أُغمض عينيّ كل ليلة، فيتسلّل طيفك إلى ذاكرتي،
فأدرك كم كانت حياتي رمادية قبلك،
إلى أن تسلّلتِ إلى روحي بخطواتٍ متعبة،
فتمسّكتُ بيدكِ، وابتسمتِ تلك الابتسامة التي حملت وعود الأمان كلها.
أتعلمين؟
ما زلتُ لا أدري، أكنتُ أحاول إنقاذكِ حينها،
أم كنتُ أُنقذ نفسي العالقة في العتمة منذ سنين؟
ظننتُ أنكِ ستكونين أول الراحلين،
لكنّكِ سكنتِ قلبي، وحملتِ حزني في عينيك،
فصرتِ تمسحين دموعي بصمتٍ يفوق كل الكلمات.
صديقتي،
أتذكّر يوم قلتُ لكِ بغضبٍ إنني سأرحل للأبد،
ولا أصدق حتى الآن أنكِ لم تسمحي لي بالرحيل مهما كلّفك الأمر.
لم يكن غضبي منكِ، بل من قسوة الأيام وغدر القريب قبل الغريب،
تحدثت بلسان حزني، بينما كلماتكِ كانت الندى الذي أطفأ نيران قلبي وأعاد لروحي الحياة.






































