المارد الذي يكون بداخل الكاتب يمتص دمائه ويجعله لا يستطيع تناول الطعام أو الشراب يجافيه النوم، حتى إذا غلبه النعاس يدخل بأحلامه فيصيبه الأرق يسير هائمًا بالشوارع يفقد تركيزه، يصبح شاردًا، كلما قاوم هذا المارد أنقض عليه، ولا يتركه إلا بعد إفراغ ما بداخله على ورق، كلما كان الكاتب متمرد، لا يريد تسجيل لحظات قد تكون مؤلمة.. يريد الإعتزال عن هذا العالم أو ليس لديه الشغف يريد الراحة، ولو قليلًا.. يشير إليه المارد من بعيد بإبتسامة ساخرة معلنًا حربًا أنت الجانب الأضعف بها، وستخسر لا محالة لأنه يسيطر على كل خلايا عقلك، ويغتال روحك حتى تخرج الشحنة الإبداعية من داخل ضلوعك، وتتخيل أنك نجوت حينها من هذا المارد، ولكن بمجرد أن تتنفس الصعداء، تجده قادم من بعيد يغوص بأعماقك، ولا يتركك حتى الموت