من خلال شغلي كضابط شرطة بقاله أكتر من عشر سنين، قابلت وجوه كتير وحققت في قضايا أكتر، وشوفت كل أنواع الجرائم. ومع الوقت اكتشفت إن أشرس ذنب، وأخطر من القتل نفسه، هو الذنب اللي كان أول معصية حصلت من بداية الخلق. الذنب اللي وقّع إبليس في الهلاك، واللي خلاه يرفض السجود لآدم، ويتحدى أمر ربنا لأنه حسده وغيران منه. الغيرة والحسد. الشرارة الأولى لكل الخراب.
ومن يومها وكل جريمة كبيرة بتبدأ بحاجة صغيرة جدا… نظرة… كلمة… مقارنة… قلب جواه غل، بيعمي البصيره قبل البصر لحد ما يتحول لحقد ودم وسواد. زي قابيل لما قتل أخوه هابيل، ماكانش محتاج مبررات كتير، مجرد نار الحسد اللي طالما ولعت، جرت معها دم بريء على الأرض.
وأنا كظابط شفت نفس النار دي في عيون ناس كتير، ناس ضحّوا بكل شيء علشان بس حد تاني مايفرحش. فيه جرائم كنت بقرب أقفلها وأنا مقتنع إنها مفيهاش شبهة جناية أصلا. ملفات بتنام في الأدراج، وشهود بينسحبوا، وأدلة بتتبخر. لكن… ربك بالمرصاد.
القضية اللي هبتدي أحكيها لكم دلوقتي كانت على وشك تُقفل للأبد، من غير ما حد يعرف إن كان في جريمة من الأساس. كل حاجة كانت ماشية في اتجاه إن الموضوع قَدَر، قضاء طبيعي… لكن الستر ليه وقت، والحقيقة ليها صوت. ومع الإصرار والدليل والاعتراف… كل شيء اتفضح
كنت قاعد الساعة أربعة العصر في المكتب، بشوف ملف سرقة قدامي، فجأة تليفون المكتب رن
رفعت السماعة وقلت وأنا لسه بقلب في الورق:
"أيوه، أحمد بيه الجندي مع حضرتك."
جاني صوت الدكتور محمد، دكتور الطب الشرعي بمستشفى الجامعة، وكمان هو المسؤل عن القضايا بتاعتنا لما يكون فيه جريمه قتل :
"مساء الخير يا أحمد بيه. انا الدكتور محمد بصراحة أنا محتاج أعمل بلاغ بخصوص متوفي. لحد دلوقتي مفيش أي شبهة جنائية واضحة... بس الموضوع فيه سر غريب ومش مريحني."
سبت القلم ورفعت راسي من الورق وقلتله:
"خليك تحكيلي بالتفصيل أحسن لما أشوفك هنا"
أكد علي كلامي وقالي :
"أنا جاي دلوقتي. ومش هطلع تصريح دفن غير لما اتكلم معاك الأول."
سندت ضهري على الكرسي وقولتله:
"تمام، أنا في انتظارك يا دكتور."
قالي:
"شوية وهكون عندك إن شاء الله."
وقفل.
عدّت ساعة كاملة، . فجأة الباب خبط. العسكري دخل وقال:
"الدكتور محمد وصل يا أفندم."
قمت من مكاني بسرعة
"دخّله فورًا. وهاتلنا اتنين قهوة.. سادة، شكلنا هنطوّل."
رد وهو ماشي:
"تمام يا أفندم."
دخل الدكتور محمد، وبعد ما سلّمت عليه قعدت قدّامه وقلتله: احكيلي بقى بالتفصيل.. حكاية المتوفي ده وإيه سبب شكوكك؟
اتنهد وقال: الساعة 3 جالنا اتصال من واحدة إن أخوها مرمي على الأرض ومش عارفة فيه إيه. طلبت الإسعاف، وفعلاً راحوا بسرعة. بس أول ما وصلوا، لقوه ميت. ولما نقلناه المستشفى كانت عينه مفتوحة بشكل غريب وفيها بروز..
استغربت جدًا وقلتله: وإيه المشكلة يعني؟ ممكن تكون مقفلتش عينه. مش فاهم بردو سبب شكوكك إيه؟
قالي وهو بيحط ملف على المكتب: جسمه نضيف.. مفيهوش خدش واحد، لا علامة مقاومة ولا حتى كدمة. وده اللي مرعب. ولا عنده أي تاريخ مرضي. تحاليله كلها زي ما الكتاب بيقول. شاب صغير.. عمره مكملش 23 سنة.
قولتله وأنا باخد القهوة من العسكري: يعني مينفعش حد يتوفى من غير سبب؟ الدنيا مليانة عجايب يا دكتور.
رد بثقه وقال: لا. مفيش حاجة اسمها وفاة بلا سبب. فيه دايمًا حاجة مستخبية.. كهربا القلب، جلطة دقيقة، تسمم مخفي. بس ده حاله غريبه
أيمن موسي أحمد موسي
د. زينب عبد السلام محمد أبو الفضل
نجلاء محمود عبد الرحمن عوض البحيري
آمال محمد صالح احمد
يوستينا الفي قلادة برسوم
محمد سعد الدين محمد شاهين
د. ايمان احمد ابو المجد الدواخلي
ايمان صلاح محمد عبد الواحد
د. نهله عبد الحكم احمد عبد الباقي
د. عبد الوهاب المتولي بدر
د. محمد عبد الوهاب المتولي بدر
ياسر محمود سلمي
زينب حمدي
حنان صلاح الدين محمد أبو العنين
د. شيماء أحمد عمارة
د. نهى فؤاد محمد رشاد
فيروز أكرم القطلبي 



































