صديقتي..
أعرف هذا الشعور جيدًا...
حين تقتربين، تنظرين في عينيّ، وتبتسمين تلك الابتسامة الرقيقة، الممزوجة بلطفٍ يُربك قلبي. تمدين يديكِ نحوي، وقبل أن أمدّ يدي، تقتربين أكثر، وكأنكِ تريدين أن تحتويني... أن تضميني إلى داخلكِ، حيث لا خوف، ولا شك.
أحاول الفرار، لكنكِ تحاصرينني بلطفٍ عنيف، تخبرينني أنكِ تفهمين خوفي، وأنكِ لستِ مثلهم. تعديني بأن تكوني الصديقة الأقرب، على الإطلاق.
أبتسم، ولكنها ابتسامة مريرة. أفتح قلبي، لا عن طمأنينة، بل بحذرٍ يائس، كمن يسير على حافة جرح قديم. أخشى السقوط مجددًا في هاوية التهام بلا رحمة... تمامًا كما حدث من قبل.
ومع ذلك، أرى في عينيكِ لمعةً خاصة، حين تنظرين إليّ.
تغمرني كلماتكِ بالفخر، حتى عندما لا أفعل شيئًا يُذكر.
تقولين: "لم أحلم يومًا أن تكوني صديقتي المقرّبة، كان حلما، وحين تحقق، امتننتُ لكل الظروف التي جمعتنا".
أصمت. لا أدري ماذا أفعل.
لا أدري حقًا.
لا أريد أن أخبرك أنني ما زلت خائفة. أنني ما زلت لا أريد الاقتراب.
قلبي يتخبط، يتمرّد... يريد أن يصدقكِ، أن يرتمي بكل ما فيه في حضنكِ الناعم، لكنه يواجه عقلًا يثور، يوبخ، يذكّرني كم كنت ساذجة.
كيف أقترب مجددًا؟
ما الذي يجعلني أصدق أن هناك من يحبني، فعلًا؟
من يرى عيوبي قبل مميزاتي، ويحبني... كما أنا؟!
أستفيق من هذا الحلم الجميل على وخزات قلبي، أبتسم لنفسي ابتسامة باهتة، وأبتعد.
فلا يبقى لي في النهاية، سوى الوحدة... تعانقني، تواسيني، وتقول: "أنا الحقيقة التي لا تخون".